يقول الإمام إنه فى يوم السبت السابع والعشرين من شهر ذى القعدة فى العام السادس والعشرين بعد المائتين من الهجرة بينما الحجاج يطوفون فى وقت السحر إذا بطائر عجيب الهيئة يخطف البصر يدخل الحرم الشريف للمسجد الحرام مع طلوع الشمس عن طريق أجياد الصغير ويحط بجوار أحد قناديل زمزم الشريف الذى يقع بين الحجر الأسود ومقام إبراهيم، ويظل واقفا لمدة طويلة وأكثر الظن أنه من طيور البحر، وبعد ذلك طاف وحط فى مكان بين الحجر الأسود الذى فى الكعبة والركن اليمانى، ولكنه كان أقرب إلى الحجر الأسود. وكانت أجنحة هذا الطائر سوداء ممزوجة بالحمرة، وكانت قدماه طويلتان دقيقتان وكذلك منقاره وعنقه. وطار من المكان المذكور يحط فوق كتف حاج يقف بمحاذاة الحجر الأسود ثم طار من فوق كتفه ليحط فوق الكتف الأيمن لحاج من حجاج خراسان. وبما أن الخراسانى كان محرما أخذ يلبى بصوت مرتفع وعند اللزوم يجرى ويدور فى وسط الحجاج.
وظل الطائر فوق كتف الخراسانى غير خائف من الحجاج وكان الحجاج الذين يطوفون مع الخراسانى ينظرون إلى تصرفاته بتعجب أما الطائر فكان يزداد سكونا وهدوءا رغم ازدياد تعجب الناس ودهشتهم، ويبدو أن حال الطائر قد أثر فى الخراسانى لأن المسكين كان يطوف ويبكى والدموع التى تسيل من عيونه تبلل لحيته وتسقط على الأرض.
قال محمد بن أبى عبد الله بن ربيعة الذى رأى بنفسه هذا الحادث الغريب:
«لقد رأيت ذلك الطائر فوق الكتف الأيمن للحاج الخراسانى وكان الناس يتدافعون لرؤيته. أما هو فلم ينفر ممن يتفرجون عليه بل أنه لم يول لهم أى اهتمام.
وكنت فى ذلك اليوم من الطائفين وكنت كل سبع مرات من الطواف أصلى ركعتين خلف مقام إبراهيم ثم أستأنف الطواف حتى أكملت واحدا وعشرين