والأفراد الذين ينتسبون إلى هذه الجماعة توارثوا خدمة الكعبة المشرفة منذ الجاهلية على النحو الذى وضحناه آنفا. وقد انتقلت إلى أفراد هذه القبيلة مهام الإجازة والإفاضة من عرفات واقتصرت عليهم لهذا يقف أحد أفراد هذه الجماعة بعد الوقوف بعرفات ويصيح بصوت عال «أجيزى صوفة» ويعقبه آخر صائحا «أجيزى خندف».
بناء على هذا تتحرك من عرفات كل البطون التى تنتسب إلى هاتين الجماعتين ثم يتحرك بعدهم بقية الحجاج.
[نشأة الإجازة]
ابتدعت وظيفة الإجازة فى زمن غوث، وحصل غوث على هذه الوظيفة من قبل أمه.
كانت أم غوث امرأة من الجراهمة وقد ظلت لفترة طويلة عاقرا بدون أبناء وذات يوم نذرت قائلة:«يا رب إن أنجبت ولدا سوف أنذره للكعبة» وسرعان ما حملت وعند ما وضعت غوثا بعد مرور تسعة أشهر قدمته لخدام الكعبة المفخمة وفاء بنذرها وكبر غوث وعند ما بلغ السن الذى يقدر فيها على العمل أخذ يقوم بخدمة الكعبة المشرفة لفترة طويلة. وهكذا اكتسب حب الناس واحترامهم وزادت مكانته فى أعينهم وكان وفيا بعهده، لذا كان الناس يستشيرونه فى كل أمر ويعملون وفق مشورته.
وزاد نفوذ غوث بالتدريج حتى أصبح أمر الذهاب إلى عرفات والعودة منها مقصورا عليه.
وفى تلك الأثناء وضع قواعد الإجازة وعند ما وهبت أم غوث ابنها للكعبة المشرفة وفاءا بنذرها أنشد والدها مرة أو أد هذه الأبيات