الجنود السلطانية الذين يتولون حراسة مكة المكرمة يسكنون تحت الخيم، وكان هذا مخالفا لآمال السلطان، لذا انزعج عثمان باشا انزعاجا شديدا وأخذا ضميره يؤنبه، فقرر أن ينشئ فوق أرض تلك المدرسة ثكنة عسكرية تستوعب فرقة من الجند السلطانى.
وبعد الاستئذان شرع فى أواخر سنة ٩٩ المالية فى عمليات الحفر ذاكرا اسم الله، وقد استصوب فيما بعد أن تكون الدائرة الحكومية متصلة بالثكنة المذكورة، وعدلت خريطة الثكنة السلطانية على أن يكون جانب من المبنى مقرا حكوميا، والجانب الآخر من المبنى ثكنة عسكرية، وهكذا بنيت ثكنة عسكرية متقنة الصنع والبناء وسميت بالحميدية.
وبلغت نفقات إنشاء الثكنة الحميدية بناء على التقديرات الأولية ألف وأربعمائة ليرة، وإذا ضمت إليها نفقات إنشاء الدائرة الحكومية ألف وثمانمائة ليرة، عرف أن مجموع النفقات يصل إلى ثلاثة آلاف ومائتى ليرة.
ولكن إذا ما ضم لهذه النقود ما أنفق لتزيين المبانى من الداخل والخارج تزيينا جميلا ومحكما تصل النفقات إلى ما يقرب من مليون قرش.
طرحت فكرة إنشاء ثكنة (الغيرتية) ونفذت فى عهد الشريف غالب، ووسعت فى عهد تاتار عثمان باشا لتسع مائة عسكرى من عساكر الشرطة وبنيت فوق خرابة قلعة صغيرة.
وكان لهذه القلعة أربعة أبراج، وهدمت الأبراج التى فى الجهة الغربية وحولت إلى ثكنة عسكرية يمكن الدفاع عنها، وتتسع لألف من الجنود السلطانية.
وبما أنه تم بناء تلك الثكنة لما سيقوم به هؤلاء الجنود من خدمات جليلة، وبما قدمه أصحاب الحمية والكرام من نقود، وسميت «غيرتية» لذلك، وقد صرف على بنائها مائة وعشرين ألف قرش ماعدا المنح الأخرى.
[ثكنة المدفعية السلطانية]
كانت هذه الثكنة مكانا محاطا بأربعة جدران، قد بنى فيه «عنبران» يستوعبان