قد جددت أبنية كعبة الله للمرة التاسعة من قبل «عبد الله بن الزبير بن العوام- رضى الله عنه-،وسبب هذا التجديد ضرب «حصين بن نمير» كعبة الله المقدسة وتخريبها بعد حرقها مستخدما المنجنيق.
وبعد ما بلغ خبر استشهاد قائد شهداء كربلاء إلى الأقطار الحجازية غمر الحزن الأسى فى قلوب السكان بموت حفيد النبى (الحسين بن على المرتضى) رضى الله عنهما. ورانت على القلوب علامات الدهشة، أراد عبد الله بن الزبير أن يعزى أهل مكة واستدعى أكابرها وأعاظمها ثم صعد المنبر وحمد الله-سبحانه وتعالى- وأثنى على نبيه-صلى الله عليه وسلم-وفق طريقة خطباء العرب-ثم ألقى خطبة بليغة ذات أثر شديد، وأخذ يعدد معايب يزيد البليد ومظالمه وجذب إليه قلوب الناس.
[خطبة ابن الزبير]
(يا صناديد الحرم إن معظم سكان بلاد العراق وأقطاره بلاد الآفاق أهل غدر وفتنة. إنهم قد استدعوا قرة عين الرسول ونور بصر البتول الإمام الهمام «الحسين بن على بن أبى طالب» -رضى الله تعالى عنهم-بوسائل مختلفة ورسائل عديدة وإن دناءة سكان الكوفة تفوق دناءة سكان الولايات الأخرى الذين تجرءوا على استقبال الإمام بسيوف الغدر المسلولة. إنهم أهانوا وردة الروضة النبوية مع أكثر أهله إذ أوردوهم مورد الشهادة بسيوفهم الغادرة.
إن هذه الطائفة الباغية قد قتلت واحدا من أهل الصلاح والسعادة الذى كان يقضى ليله عابدا ونهاره صائما، بينما كان الناس يقضون أوقاتهم متمتعين بفرط غناهم ويستمتعون بملذات دنياهم فى سفاهة، كان هذا الملك الربانى يقضى أوقاته فى البكاء من خشية الله، بينما كان الآخرون منتشين من ملذات الحياة