للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عصاه دخل النار. قال -تعالى-: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (٤٦) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (٤٧) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (٤٨)} [سورة الأحزاب].

ولم يمت صلى الله عليه وسلم ويختر الرفيق الأعلى إلا بعد أن بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، قال الله -تعالى-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (١)، ولم يترك خيرًا إلا وقد دلَّ الأمة عليه، ولا شرًّا إلا وقد حذّر الأمة منه؛ فقد روى مسلم (٢) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: اجتمعنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (إنه لم يكن نبى قبلي إلّا كان حقًا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم)، وروى -أيضًا- (٣) من حديث عبد الرحمن بن يزيد أنه قيل لسلمان: قد علمكم نبيكم -صلى الله عليه وسلم- كل شيء، حتى الخراءة؟ قال: أجل.

وتواتر عنه -صلى الله عليه وسلم- أمره أصحابه -رضي الله عنهم- أن


(١) من الآية: (٣) من سورة المائدة.
(٢) (٣/ ١٤٧٢) ورقمه/ ١٨٤٤.
(٣) (١/ ٢٢٣) ورقمه/ ٢٦٢.

<<  <   >  >>