للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مقدِّمة معالي مدير الجامعة الإسلاميَّة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

فإن العلم أشَرف ما رَغِب فيه الراغب، وأفضل ما طلب وجد فيه الطالب، وأنفع ما كسبه واقتناه الكاسب؛ لأن شرفه يثمر على صاحبه، وفضله يَنْمى عند طالبه، قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: ٩] فمنع سبحانه المساواة بين العالم والجاهل لما قد خص به العالم من فضيلة العلم، ومن هنا رغب الشرع وأكد على أهمية طلبه، ومما يدل على فضل العلم أن الله أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يسأله مزيدًا من العلم فقال: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ يهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ" (١)، وقال: "مَنْ يُرِدِ اللهُ يهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ" (٢).

فالعلم من أعظم منن الله تعالى على عباده، ومن أعظم العبادات التي يتعبد العبدُ بها ربَّه تبارك وتعالى، وهو من أعظم ما ينفق العبد فيها وقته.

ولذلك كان نشر العلم المستمد من الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وبذله هو الهدف الأسمى لمؤسس هذه الدولة المباركة الملك عبد العزيز -رحمه الله- ولأبنائه كذلك من بعده، ففي عهد خادم الحرمين الشريفين


(١) أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر (٤/ ٢٠٧٤) رقم (٢٦٩٩).
(٢) أخرجه البخاري في العلم، باب: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين (١/ ١٦٤) رقم (٧١)، ومسلم في الزكاة، باب: النهي عن المسألة (٢/ ٧١٨) رقم (١٠٣٧).

<<  <   >  >>