الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وعلى آله وأصحابه الأخيار، السادة الأبرار ... أما بعد:
فإن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- خير الناس بعده، وأقرب المقربين عنده، حووا به أشرف المناقب، وعلوا بالانتساب إليه أرفع المراتب (١). وقد جمعت في هذا البحث الزوائدَ في فضائلهم النفيسة، ومفاخرهم العليّة في المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله -، على كتاب: الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة في الكتب التسعة، ومسندي أبي بكر البزار، وأبي يعلى الموصلي، والمعاجم الثلاثة لأبي القاسم الطبراني ... وتبين من خلاله ما يلي:
أولًا: أن الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - رضي الله عنهم - كثيرة جدًّا، مبثوثة في المصنفات الحديثية، على تعدُّد أنواعها، وتنوّع أصنافها.
ثانيًا: أن كتب الزوائد لها أهميتها العالية، وقيمتها الغالية؛ لما تضمنته من الأحاديث والفوائد، والتعليقات والفرائد، وتزداد أهميتها، وعالي قيمتها إذا لم نقف على أصول المصنفات التي ضمت إليها زوائدها، أو وصل إلينا