إشارةً إلى أنها موصولة، وكذلك فَعَلَ يونس بن حبيب في روايته لـ"مسند الطيالسي".
ب وأما عدم صحة سماع شعيب عن جده عبد الله بن عمرو، فالجواب عنه كالآتي:
_ قال البخاري: ورأيتُ أحمد، وابن المديني، والحميدي، وإسحاق بن راهويْه يحتجُّون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه، فمن الناس بعدهم.
_ وقال ابن أبي حاتم: سأَلتُ أبي: أي أحبُّ إليْك: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أو بهز بن حكيم عن أبيه عن جده؟ فقال: عمرو أحبّ إليّ.
_ وقال إسحاق بن راهويْه: إذا كان الرَّاوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثقة؛ فهو كأيوب، عن نافع، عن ابن عمر. قال النووي: وهذا التشبيه نهايةٌ في الجلالة من مثل إسحاق.
ولذا قال الشيخ/أحمد شاكر: ولهذا فرواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مِنْ أصحّ الأسانيد.
- قال الحاكم في "المستدرك": كُنْتُ أَطْلُبُ الحُجَّةَ الظَّاهِرَةَ في سَمَاعِ شُعَيْبِ بن محمد، عن عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرٍو، فلم أصل إليها إلى هذا الوقت، ثم استدلّ بحديث عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، أنَّ جده أرسله إلى عبد الله بن عمر، وابن عباس؛ ثم قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ، رُوَاتُهُ حفَّاظ، وهو كالأخذ باليد في صحة سماع شعيب بن محمد عن جده عبد الله بن عمرو. وأقرَّه الذهبي في "المُختصر".
- وقال ابن عبد البر في حديثٍ رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: وهذا حديثٌ صحيحٌ لا يختلف أهل العلم في قبوله، وقال: وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مقبولٌ عند أكثر أهل العلم بالنقل.
- وأجاب الدَّارقطني على قول ابن حبَّان بعدم سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو، فقال: هذا خطأ، ثم ذكر رواية عبيد الله التي ذكرها الحاكم، وقال: فقد صحَّ سماع شعيب من جده عبد الله، وضبطه عنه.
- وقال العلائي في "جامع التحصيل": والأصحّ أنه سمع من جده عبد الله بن عمرو، والضمير المتصل بجده في قوْلهم: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عائدٌ إلى شعيب لا إلى عمرو.
- وقال النووي: إنَّ الاحتجاج بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده هو الصحيح المُختار الذي عليه المحققون من أهل الحديث، وهم أهل هذا الفن، وعنهم يُؤْخَذ.
- وقال المزي: وهذا إسنادٌ صحيحٌ، وفيه التصريح بأنَّ شعيبًا سمع من جده عبد الله بن عمرو، ومن ابن عبَّاس، ومن ابن عُمر. ثم قال: وهكذا قال غير واحدٍ أنَّ شعيبًا يروي عن جده عبد الله، ولم يذكر أحدٌ منهم أنه يَروي عن أبيه محمد، ولم يذكر أحدٌ لمحمد بن عبد الله والد شعيب هذا ترجمة إلا القليل من المصنفين، فدلَّ ذلك على أنَّ حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده صَحِيْحٌ، مُتَّصِلٌ إذا صحَّ الإسناد إليه، وأنَّ مَنْ ادَّعى فيه خلاف ذلك فدعْوَاهُ مَرْدودة حتى يأتي عليها بدليلٍ صحيحٍ يُعارض ما ذكرناه.
- وقال ابن الملقن: ثبت بأقاويل هؤلاء الأئمة أنَّ عمرو بن شعيب ثِقَةٌ وأنَّ رواية شعيب عن جده عبد الله بن عمرو صحيحة لا إرسال فيها، وأنَّ عَمرًا سمع من أبيه، وأنَّ أباه سمع من جده، فاضبط ما حققناه لك.
- وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام": ولم يختلف أولو المعرفة في سماعه من جده.