للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِعَمِّي، فَذَكَرَ عَمِّي لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَرْسَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى عَبْدِ الله بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ، فَحَلَفُوا مَا قَالُوا، فَصَدَّقَهُمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَكَذَّبَنِي، فَأَصَابَنِي هَمٌّ لَمْ يُصِبْنِي مِثْلُهُ قَطُّ، فَجَلَسْتُ فِي بَيْتِي فَأَنْزَلَ الله - عز وجل -: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ (١)} [المنافقون] إلى قوله: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (٧)} إلى قوله: {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ (٨)}، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَرَأَهَا عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الله قَدْ صَدَّقَكَ " (١).

فلا يستبعد أنَّ الَّذين يحملون على عائشة - رضي الله عنها - الأحقاد، في كلِّ الأزمان والأحقاب، إنَّما غرضهم مظاهرة الكفَّار على المسلمين؛ فمعاونةُ الكفَّار على المسلمين خَصْلَةٌ مِن النِّفاق وشُعْبة من شُعَبِه، قَال الله تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٣٨) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (١٣٩)} [النّساء]، وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤)} [المجادلة].

أمَّا الَّذين تكلَّموا بالإفك من المؤمنين، مثل: مسطح، وحسَّان، وحمنة، فلم يقصدوا أذى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، بخلاف ابن أبيّ وأصحابه، الَّذين قصدوا إيذاءَه - صلى الله عليه وسلم - ومحاربته.

أمَّا الَّذين وَرِثوا نِفَاقَ ابن أبيٍّ، سواء مَنْ ذَهَبَ بهم الماضي الغابر، أو مَنْ


(١) البخاريّ "صحيح البخاريّ" (م ٣/ج ٦/ص ٦٤) كتاب التَّفسير.

<<  <   >  >>