أرشدنا الله تعالى في كتابه إلى ما يعصمنا من الفتن، وأوَّل العواصم الاعتصام بالله وبكتابه، قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (١٧٥)} [النِّساء]، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨)} [الحجّ].
والاعتصام بالكتاب يحتاج إلى أنْ نتدبَّر آيَ القرآنِ، ففيه نبأ ما كان قبلنا وحكم ما بيننا، وأن نَنْظُرَ سُنَّةَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وما فيهما من بيان، فما عَلِمْناه نعمل به، وما جهلناه نردُّه إلى العلماء الموثوق بدينهم، فليس بعد الإيمان أحسن من الفهم عن الله ورسوله، ولذلك قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٤٣)} [النّحل].
(١) أحمد "المسند" (ج ١٨/ص ٢٧٨/رقم ٢٦٤٩٥) وقال المحقّق: إسناده صحيح. وأخرجه التّرمذي في "السّنن" (م ٥/ص ٤٩٠/رقم ٣٤٢٧) كتاب الدَعوات، وقال: حسن صحيح.