يا زعيمنا إذا بقيت هنا فإنك تجلب الموت عليك وعلى من تريد خلاصها فاسمع لي: نشد وثاق الثلاثة - صاحبي المنزل وإميلي - ويدّعي جاكوبو أنها ابنة أخته أتت تزوره في هذه الأيام وأننا دخلنا هذا المساء إىل منزله عنوة وقيدناهم بعد الوعيد والإهانة. فتنطلي الحيلة على رجال البوليس، أما نحن فإننا نؤمل النجاة بنار بارودنا ومضاء خناجنرنا.
فلم ير أنجلو بداً من لإذعان بعد موافقة الجميع على هذا الراي وقبول إميلي به، لاسيما وقد نادى اللصوص به: عليك يا زعيمنا الاعتماد. . .! فنزل الجميع بعد أن شدو وثاق الثلاثة المذكورين.
فقالت حنة إذ ذاك لزوجها. أجل سندعي أن الفتاة ابنة أختك وهكذا ننجو ولكن الحكيم من قدم الحذر فإذا ألقي القبض على أنجلو ألا تبوح إميلي بكل شيء فإنها تحبه وتجود بكل شيء في سبيله فتكون العاقبة علينا وخيمة. فإذن - وأشارت إشارة معنوية إلى خنجره - تدعي إنهم دخلوا بالرغم عنا وأنهم قتلوا نسيبتنا. . .
سمع أنجلو صوت استغاثة فصاح آه صوت إميلي؟ ما حل بإميلي. . . فأجاب أحد رفقائه: لا شيء. ولا سبيل للإحجام. . . وهجم اللصوص هجمة واحدة، وكان أنجلو بينهم كالأسد الكاسر ينشطهم بالقول والفعل ومسدسه لا يسكت وخنجره لا يغمد إلا فص الصدور. فاجتمع حوله معظم قوات العدو وتمكن رفاقه من النجاة. أما هو فظل يقاتل بكل بسالة ولكن ما تجدي البسالة والعدو يتكاثر حوله ويضيق عليه النطاق حتى قبضوا عليه وشدو وثاقه.
٣
هجم الليل، السكوت سائد والظلام باسط سدوله على الطبيعة. في قاعة سفلى رجل جريح ملقى على الحضيض: هو أنجلو وقد ألقي في هذا السجن بعد أن كل بالقيود. عيناه تقدحان شرراً والدم يسيل من جروحه. على الباب خفيران يتحدثان عن الواقعة الأخيرة.