الكمال ليجيء مناسباً لحاجات العلم والنقد في العصر الحاضر.
ورأى أيضاً مخابرة نظارة المالية لتأمر المطبعة الأهلية بتوسيع نطاق القسم الأدبي حتى يتسنى له طبع ثلاث ملازم أو أربع في اليوم الواحد. ولعل سعادة ناظر المالية يسمح بتخفيض شيء من مصاريف الطبع للمعاونة على ترويج هذا العمل الأدبي العميم الفائدة الذي من شانه المساعدة على ترقية الأفكار وتعميم المعارف إذ بفضل هذه المنحة يمكننا أن نزيد في عدد النسخ بغير زيادة في النفقات والأكلاف. وبذلك يتسنى لنا أيضاً تخفيض قيمة
الاشتراكات وأثمان البيع تخفيضاً محسوساً يساعد على زيادة الإقبال وتسهيل أسباب الانتفاع.
بقي علينا أن ننظر في تدبير المال اللازم للشروع في هذا العمل الخطير وهو متوفر لدينا لوجود المبلغ الاحتياطي في دار الكتب الخديوية فإن هذا الاحتياطي مخصص بطبيعة الحال لإحراز واستنساخ وطبع المحفوظات العربية، وقد بلغ آخر أغسطس الماضي ٩٣٩٢ جنيهاً مصرياً. ويجب الإشارة إلى أن استخدام ذلك المبلغ الاحتياطي في هذا السبيل النافع، ستنتج عنه ثمرة مفيدة لدار الكتب الخديوية من الوجهة المادية المحضة، فضلاً عما يترتب عليه من المزايا الأدبية الكثيرة. وعلى كل حال فلو فرضنا أن هذا المشروع لا يكون من ورائه مغنم مادي، فإن الحكومة الخديوية ينبغي لها أن تغتبط بهذا المسعى الذي يفضي إلى إفاضة نور الأدب العربي في بلاد الشرق، وذلك لأن الجامعات في بلاد الإنكليز والمطابع الأهلية في ديار أوروبا، هي التي تأخذ دائماً على عاتقها طبع المؤلفات الأهلية الكبيرة القيمة الواسعة الحجم ولو أدى ذلك إلى خسارة مالية فادحة وذلك لقصور يد الأفراد عن القيام بما تقتضيه من النفقات الجسيمة. أما مشروعنا هذا فإنه بعيد عن ذلك بالمرة، لما فيه من الكاسب التي تدعو إلى الإقدام عليه والاهتمام بشأنه.
فإذا صدفت هذه الآراء والاقتراحات ما أبتغيه لها من حسن القبول لدى عطوفة الرئيس رجوته أن يسمح لي باتخاذ الوسائل اللازمة لإنجاز هذا المشروع