وأغرقوه في النيل , ثم أخرجوهُ وحنَّطوه ودفنوهُ في مدفن العجول بقرب سقارة ولبسوا عليهِ شعائر الحداد إلى أن ينتقوا لهم عجلاً آخر يعبدونهُ. وكانوا يحزنون حزناً شديداً عند هبوط منسوب النيل ويقدمون لهُ القرابين استرضاءَ. وفي إبّان فيضانهِ كانوا يطرحون فيهِ فتاة عذراءَ يسمونها عرس النيل وقد بقيت هذهِ العادة متّبعة حتى نسخها عمرو بن العاص لدّن فتح مصر. وعيد وفاءَ النيل من المواسم التي يحتفل بها حتى اليوم في البلاد. ولما دخل مصر اليونانيون ثم الرومانيون أخذ كل فريق عن الآخر بعض معبوداتهِ؛ وصار المصريون يؤمنون بوحي أبولّون ومينزفا وديانا وجوبيتر المشتري ومارس. ثم ظهرت النصرانية وانتشرت في العالم فاعتنقها فريق من المصريين. وظلت تنشر في البلاد حتى أصبحت دينها الرسمي , واضمحلت الوثنية في مصر بنهي طيودوسيوس عنها. وفي سنة ٦٤١ فتح عمرو بن العاص مصر فدخلها معهُ الإسلام. وقد اعتقد قدماءُ المصريين بالخلود والثواب والعقاب. وكان الإِلهُ الديان أوزيريس , وكانت مملكتهُ الجديدة حقول الفول إشارة إلى خصبها. وكان قومهُ هناك متمتعين بالسعادة التامة والملذات على اختلاف أنواعها , يطوفون مع الإله الشمس في زورقهِ ولا ينالهم أذًى. ولم يكن ينمكن من الوصول إلى مملكة الأموات هذهِ إلاَّ من حنّطهُ وأقاموا له بعض الطقوس الدينية. فمن تمَّ لهُ ذلك بُعث من