يعبدون ذلك الإلهِ في مظاهرهِ المتعدّدة؛ فرمزوا إلى كل صفة من صفاتهِ بتمثالٍ أو حيوانٍ أو نباتٍ أو غيرِ ذلك؛ فأدّى بهم هذا الشركِ والوثنية؛ وقسموا الآلهة إلى ثلاث طوائف: آلهة الموتى , والآلهة الشمسية , وآلهة العناصر. ومن أعظم آلهة الموتى أوزيريس إلهُ الخير ورمزُهُ النيل , ووإيزيس إلاهة الخصب والحياة ورمزُها التربةُ السوداءُ , وأنوبيس حافظ الموتى ورمزُهُ ابن آوى. ومن أعظم الآلهة الشمسية رع الإلهُ الأكبر ورمزهُ الشمس , وتم إلاهة الغروب ورمزها العجل منيفس. أما آلهة العناصر فأعظمها نو إلهُ الماءِ ورمزُهُ المحيط , وتيفون إلهُ الشر والفاقة ورمزُهُ الصحراءُ. وقد تختلف أسماءُ هذهِ الآلهة باختلاف الأعصر والأماكن التي عُبدت فيها. وكان قدماءُ المصريين يعتقدون أن آلهتهم تتزاوج , وتتألم , وتموت , وترعى حقوق الجوار , وتأكل وتشرب , فكانوا يقرّبون لها القرابين والضحايا من الحيوان والحبوب والأثمار. وكانوا يعتقدون أيضاً أن مقام الإلهِ بالنسبة إلى
سائر الآلهة هو مقام البلد المعبود فيهِ بالنسبة إلى سائر البلدان؛ فعندما سيطرت طيبة مثلاً على وادي النيل , جعلت إلهها أمون سيداً لجميع الآلهة. ولما دالت دولتها , أصبح أمون في المرتبة الثانية بين الآلهة. . . ومن أشهر الرموز التي أُلّهت وعبدت ابن آوى رمز أنوبيس , والعجل أبيس والجُعَل وكلاهما رمز فتاح وغيرها من الحيوانات كالقرد والهرّ والتمساح وفرس الماءِ والبازي والجعَل أي الجعران. وكانوا يعبدون العجل مدة ٢٥ سنة فإذا لم يمت بعد هذهِ المدة أخذوهُ في مهرجان عظيم