شكل مدخل مثلث الزوايا لخيمة مضروبة في رمال الصحراء إن أنت لم تجعل محيط تلك العلامة الدالة على عيشة البدو القديمة مستديراً برسمك خطاً منحنيا. ً لقد غيرتم الدالث وسائر حروفي الهجائية ولكنني لا أنحي عليكم باللائمة على ذلك لأنكم لم تفعلوه إلا حباً بالإيجاز والإسراع لاعتباركم قيمة الوقت فليس الوقت سوى التبر والعاج وريش النعام. إن الحياة قصيرة ولذلك يقضى على المرء أن يزاول التجارة ويركب مركب الأسفار دون أن يضيع دقيقة واحدة ليتسنى له أن يصيب الثروة ويصل إلى حد الشيخوخة وهو رائع في بحبوحة الهناء ونائل نصيبه من الاحترام.
فقال له: يا سيدي يبين لي عند رؤيتي إياك وسماعي كلامك أنك من أولئك الفينيقيين القدماء.
فاكتفى بأن يجاوبني قائلاً: أنا قدموس أوشبح قدموس.
فقلت له: بناءً عليه إنك لست موجوداً وجوداً حقيقياً فأنت اختلاقي ورمزي وإن تصديق كل ما قاله الإغريقيون عنك يعد من رابع المستحيلات فهم يروون أنك بطشت على عدوة ينبوع آريس بتنين كان يقذف النيران من شدقيه، وأنك قلعت أسنان ذلك الوحش وغرستها في الأرض فتحولت بشراً. إن هذه الرواية من باب الأساطير وأنت يا سيدي شخص مختلق.
من المحتمل أن أكون قد صرت كما تقول مع تعاقب الأجيال وأن يكون أولئك الأولاد الكبار الذين تسميهم إغريقيين قد قرنوا بذكري روايات ملفقة. إني أظن ذلك الأمر ولكنني لا أكترث له ولا اهتم بما