عهد النبوة والخلفاء الراشدين» في مجلدين اثنين كبيرين؛ أربى عدد صفحاتهما على الألف … إعداد أحمد بن حافظ الحكمي. (١٣٩٦ هـ - ١٩٧٦ م).
وقد كان لصدور هذه الأسفار من الموسوعة؛ أثر ملموس في تغيير بعض المُسَلَّمَات الأدبية الخاطئة عن الشعر الإسلامي، ولا سيما في عصر النبوة والخلفاء الراشدين … فلقد كتبت الدكتورة عائشة عبد الرحمن «بنت الشاطئ» مقالا نُشر بالأهرام في عدد يوم الجمعة الواقع في ١٩٧٥/ ٧/ ١١ م بعنوان: «الإسلام والشعر والمستوى الفني لشعر الصحابة»، وذلك بمناسبة الرسالة التي أعدها تحت إشرافها الأستاذ محمد الراوندي؛ المحاضر بدار الحديث الحسنية بالرباط بعنوان:«الصحابة الشعراء»، حيث نقلت فيها فِقَرًا من مقدمة الجزء الأول من موسوعة أدب الدعوة الإسلامية في عصر النبوة والخلفاء الراشدين، وقررت أن الجهود الجدية قلبت المُسَلَّمَات الأدبية السابقة قلبًا؛ إذ كان الدارسون - وهي منهم - يقيمون أحكامهم على حصر شعراء الدعوة بما لا يزيد عن أصابع اليدين عددًا.
كما كان لهذه الأسفار أيضًا أثر كبير في إعداد الدراسات الجامعية حول هذا الأدب؛ حيث سجلت في جامعات الأزهر، والقاهرة، وبغداد، والرباط طائفة مِنَ البحوث حول هذا الأدب؛ لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه.
***
هذا، وقد عمل الدكتور الباشا ﵀ على توسيع نطاق التعريف بهذا الأدب اليتيم - كما كان يُطلق عليه في بعض المناسبات - وذلك من خلال برنامج إذاعي سجلت حلقته الأولى في شهر ربيع الآخر عام ١٣٩٥ هـ - ١٩٧٥ م وبثته إذاعة «الرياض»، وقد أربى عدد حلقاته على (٢٤٠) تحت اسم:
«مع أدب الدعوة الإسلامية».
***
وقد قام ﵀ بعمل لم يسبق إليه وهو رسم منهج إسلامي في الأدب والنقد، وعمل على إرساء قواعده، وتبنت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هذه الفكرة الرائدة، وأوسعت لها في المحاضرات الجامعية … حتى قيض لمادة منهج الأدب الإسلامي أن تقف على أرض صلبة قوية، وأنشئ على أثرها أول قسم خاص بها