للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الْقَعْقَاعُ بْنُ عَمْرٍو

"فِي القَادِسِيَّةِ أَيْضًا"

"ب"

مَا كَادَ يُقْبِلُ اللَّيْلُ وَيَلُفُّ بِظَلَامِهِ سَاحَةَ الْقَادِسِيَّةِ؛ حَتَّى وَضَعَ الْجُنْدُ سِلَاحَهُمْ، وَأَسْلَمُوا جُنُوبَهُمْ لِلْمَضَاجِعِ …

فَقَدْ كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي مِنْ أَيَّامِ الْمَعْرَكَةِ كَسَابِقِهِ؛ ثَقِيلَ الْوَطْأَةِ شَدِيدَ الْبَأْسِ … لَكِنَّ عَيْنَ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَمْرٍو لَمْ تَنَمْ.

وَأَنَّى لَهَا أَنْ تَنَامَ …

وَالْمُسْلِمُونَ قَدْ نَفِدَ صَبْرُهُمْ وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ الْمَدَدَ الْقَادِمَ مِنَ الشَّامِ بِقِيَادَةِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ؛ حَتَّى كَادَ يُدْرِكُهُمُ الْيَأْسُ، وَتَذْهَبُ بِهِمُ الظُّنُونُ (١) كُلَّ مَذْهَبٍ.

فَعَزَمَ عَلَى أَنْ يُعِيدَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَا فَعَلَهُ بِالْأَمْسِ.

* * *

أَخَذَ الْقَعْقَاعُ يُسَرِّبُ فُرْسَانَهُ الْأَلْفَ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَقَفُوا فِيهِ صَبِيحَةَ الْيَوْمِ الْمَاضِي؛ بَعِيدًا عَنِ الْقَادِسِيَّةِ …

وَأَمَرَهُمُ إِذَا طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ أَنْ يُقْبِلُوا عَلَى مَيْدَانِ الْمَعْرَكَةِ مِائَةً إِثْرَ مِائَةٍ؛ عَلَى أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْمِائَةِ وَأُخْتِهَا مِقْدَارُ مَدِّ الْبَصَرِ …


(١) تَذْهَب بِهِم الظُّنُون كل مذهب: تسير بهم في كل طريق ومعتقد، من الحيرة والاضطراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>