في العالم الإسلامي … وقد عبّر عن ذلك سماحة الشيخ أبو الحسن الندوي في التقديم الذي كتبه لكتاب «نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد» حيث قال: «كان الدكتور عبد الرحمن ممن يتصف بالعمل والتطبيق، فلم يستجب لهذه الفكرة استجابة فكرية فحسب، بل سبق إلى تنفيذها وتجسيدها خلال تدريسه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وإشرافه على البحوث الأدبية، ثم تطورت آماله إلى تأسيس رابطة تُعنى بهذا الموضوع، وعَقَدَ ندوات حول الموضوع، والتف حوله أساتذة وكتاب كان بينهم وبينه انسجام فكري، وتحولت هذه الفكرة إلى منظمة عالمية». لقد مر إنشاء هذه المنظمة التي دعيت برابطة الأدب الإسلامي العالمية بمراحل عديدة؛ كان أهمها ذلك الاجتماع الذي عُقد في منزل الدكتور الباشا في مدينة «الرياض» عام ١٤٠٠ هـ ١٩٨٠ م والذي ضم لفيفًا من العلماء؛ في طليعتهم سماحة الشيخ أبو الحسن الندوي، وفي هذا الاجتماع وضعت الخطوط العريضة لعقد ندوة عالمية؛ تلم شعث الأدباء في مشرق العالم الإسلامي ومغربه … وهو موضوع شغل بال الدكتور الباشا ﵀ منذ أمد طويل.
ثم كانت الندوة العالمية للأدب الإسلامي في «لكنو» في شهر جمادى الآخرة عام ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م، حيث دُعي إلى هذه الندوة عدد كبير من رجالات العالم الإسلامي المهتمين بالأدب، وقد انتخب سماحة الشيخ أبو الحسن الندوي رئيسًا للرابطة؛ كما انتخب الدكتور الباشا نائبًا لرئيسها، وعضوا في مجلس الأمناء، ورئيسًا لمكتب البلاد العربية … كما شارك الدكتور الباشا - أيضًا في العديد من الندوات والمؤتمرات، وناقش وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه.
***
تُؤفِّي ﵀ في يوم الجمعة ١٢/ ١١/ ١٤٠٦ هـ الموافق ١٨/ ٧/ ١٩٨٦ م إثر مرض عضال في مدينة «إسطنبول» بتركيا، وسُجِّي جثمانه بمقبرة «الفاتح» هناك؛ حيث يرقد كثير من الصحابة والتابعين الذين أحبهم في حياته وجاورهم في مدفنه. سائلين العلي القدير أن يصحبهم في جنّات الخلد أيضًا.