للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعروف بابن الظُّرَيّف (١)، تاج الدين، سمع من ناصر الدين التونسي وغيره، وطلب العلم فأَتقن الشروط ومهر في الفرائض وانتهى إليه التمهّر في فنِّه، مع حظٍ كبير من الأَدب ومعرفةِ حلّ المترجم وفكِّ الأَلغاز مع الذكاءِ البالغ، وقد وقَّع للحكام وناب في الحكم، وكان يودُّني كثيرًا وكتب عني من نظمي، وقد نُقِم عليه بعض شهاداته وحُكْمِه، ثم نزل عن وظائفه بأخرة وتوجّه إلى مكة فمات بها في شهر رجب، وقد نسخ بخطه "تاريخ الصّفدي الكبير"، و "تذكرته"، بطولها، ورأَيْتُ بخطه في سنة مجاورتي "شرح عروض ابن الحاجب" وغير ذلك.

١٢ - أَحمد بن محمد بن ناصر بن علي الكنانيّ المكي، وُلِد قبل الخمسين (٢) ورحل إلى الشام فسمع من ابن قوالِح وابن أَميلة بدمشق ومن بعض أَصحاب ابن مزيز بحماة، وتفقَّه حنبليًّا، وكان خيّرًا فاضلًا، جاور بمكة فحصل له مرضٌ أَقعده فعجز عن المشي حتى مات سنة ٨١١ (٣).

١٣ - أَحمد بن محمّد التَّلعْفَرِي (٤) ثم الدمشقي، شهاب الدين كاتب المنسوب، مات بدمشق كهلا ويقال كان أُستاذًا في ضرب القانون، حسنَ المحاضرة.

١٤ - أَحمد بن محمد اليغموري شهاب الدين، ولي الحجوبية وشدّ الدواوين بدمشق، وكان مشهورًا بالمعرفة في المباشرة، ورأيته عند جمال الدين الأُستادار، وكان يُظْهِر محبة العلماء وتعجبه مباحثهم ويفهم جيّدًا. مات في جمادى الأُولى.

١٥ - بركة (٥) بن موسي بن محمد بن محمود، بدر الدين بن شرف الدين بن شمس الدين بن الشهاب، الحلبي الأَصل ثم الدمشقي، وُلد سنة سبعين تقريبًا، وولي وكالة بيت المال ثم كتابة السر بدمشق يسيرًا ثم نظر الجيش، وكان كثير التخليط والهجوم على المعضلات مع كرم النفس ورقة الدين. مات في صفر خنقًا بأَمْر جمال الدين الأُستادار.


(١) الضبط من السخاوي: الضوء اللامع ٢/ ٤٠.
(٢) "قبل الخمس"، في الضوء اللامع ٢/ ٥٦٦.
(٣) أرخه الفاسي سنة ٨١٢ هـ.
(٤) الضبط من ز.
(٥) انظر فيما بعد، ص ٤١٦، حاشية رقم ٤.