للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٦ - أَحمد بن عماد بن يوسف الأَقْفَهْسى الشافعي المعروف بابن العماد، أَحدُ أَئمّة الفقهاء الشافعيّة في هذا العصر، اشتغل قديمًا وصنَّف التصانيف المفيدة نظما وشرحًا، وله "أَحكام المساجد" و "أَحكام (١) النكاح" و "حوادث الهجرة" وغير ذلك؛ وسمعْتُ من نظمه ومن لفظه، وكَتب عنه الشيخ برهان الدين محدّث حلب من فوائده.

٧ - أَحمد (٢) بن محمد بن إسماعيل بن عبد الرحيم بن يوسف بن سمير بن حازم المصرى، أَبو هاشم بن البرهان الظاهري التَّيْمي، وُلد في ربيع الأَول سنة أَربع وخمسين، واشتغل في الفقه على مذهب الشافعي، ثم صحب شخصًا ظاهريَّ المذهب فجذبه إلى النظر في كلام أَبي محمد بن حزم فأَحبّه، ثم نظر في كلام ابن تيميّة فغلب عليه حتى صار لا يَعْتَقِد أَنّ أَحدًا أَعلمَ منه، وكانت له نفسٌ أَبِيّةٌ ومروءة وعصبيّة، ونظر كثيرًا في أَخبار الناس، وكانت نفسه تطمح إلى المشاركة في المُلك وليس له قَدم فيه لا من عشيرةٍ ولا من وظيفةٍ ولا من مال، فلما غَلب الملكُ الظاهر على المملكة وحَبَس الخليفةَ غضب ابنُ البرهان من ذلك، وخرج في سنة خمس وثمانين إلى الشام وإلى العراق يدعو إلى طاعةِ رجلٍ من قريش فاستنفر جميع الممالك فلم يبلغ قصدًا، ثم رجع إلى الشام فاستغوى كثيرًا من أَهلها، وكان أكثر من يوافقه مِمَّنْ يتديّن لما يرى من فساد الأحوال وكثرة المعاصى وفشوّ الرّشوة في الأَحكام وغير ذلك، فلم يزل على ذلك إلى أَن نمى أَمره إلى بيدمر نائبِ الشام فسمع كلامه وأَصغى إليه، إلَّا أَنه لم يُشَوِّشْ عليه لِعلمه أَنَّه لا يجيء من يده شرّ، ثم نمى أَمره إلى نائب القلعة ابن الحِمْصي وكان بينه وبين بيدمر عداوةٌ شديدة، فوجدَ الفرصةَ في التأَلُّب على بيدمر، فاستحضر ابنَ البرهان واستخبره وأَظهر له أَنه مالَ إلى مقالته، فثبت عنده جميع ما كان يدعو إليه فتركه، وكاتَبَ السلطانَ وأَعلمه بقصّتهم، فوصل كتابُ السلطان


(١) سماه السخاوى: الضوء اللامع ٢/ ١٣٧ بتوقيف الحكام على غوامض الأحكام.
(٢) أمامه في ز "أبو هاشم بن البرهان الظاهري التيمي، له رسائل مفيدة".