للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى شعبان استقرّ جمال الدين بنُ القطب في قضاء الحنفية بدمشق، والقاضي عزُّ الدين بن المنجا في قضاء الحنابلة عوضًا عن ابن عبادة.

وفيه استقرّ صدر الدين بن الأَدمى في كتابة السرّ عوضًا عن الشريف علاء الدين.

وفى رمضان وصل أَبو العباس الحمصي قاضيًا على الشام عوضًا عن علاء الدين بن أَبي البقاء، ثم استقرّ بعد ثلاثة أَيام - من سفر أَبى العبّاس الحمصي - شهابُ الدين الحسبانى، وكان نائبُ الشام قد استقرّ به فيها بغير توقيع، فباشر إلى أَن وصل توقيعه كما قدّمنا ذكره، فلما سَمع أَبو العباس الحمصي بذلك دخل الشامَ مختفيًا ثم رجع إلى مصر هاربًا، ثم كتب النائبُ يشفع في علاء الدين بن أَبي البقاء أَن يعود، ثم وَصل أَبو العبّاس متوليًا في ذي القعدة فسلَّم على النائب فلكمه في عمامته، ثم وصل توقيع ابن الحسبانى بعد ثلاثة أَيام فاستمرّ.

* * *

وفي رمضان ظهر سودون الماردانى من الاختفاء وأُودِع سجن الإسكندرية.

وفى العشرين منه مات ابن غراب - سعد الدين إبراهيم بنُ عبد الرزّاق بن غراب - وكان جدُّه غراب أَول من أَسْلم من آبائه وباشر بها إلى أَنْ اتُّهِم أَنَّه كان مِمَّن دلّ الفرنج - لما هجموا الاسكندريّة - على عورات المسلمين، فقُتِل ابن غراب سنة سبعٍ وستين وسبعمائة، ونشأَ ابن عبد الرزاق إلى أَن وَلِيَ نظر الإسكندرية ومات في نحو الثمانين، وخلف ولدين صغيرين أَكبرهما يسمى "ما جدا" وأَصغرهما "إبراهيم"؛ فلما تمكَّن محمود من الظاهر دخل الإسكندرية فآوى إليه إبراهيم وهو يومئذ يكتب في العرضة تحت كنف أَخيه ماجد الذي تلقَّب بعد ذلك "فخر الدين"، وتسميّ "محمّدا"، فقرّبه محمود (١) ودرّبه وخرّجه إلى أَن مهر بسرعة وجادَتْ كتابتُه، وحمَد محمود ذهنه وسيرته فاختصّ به وتمكن منه بحيث صار يدرى بجميع أُموره، وتعلَّم لسان الترك حتى حدق فيه، فاتفق أَنه عثر عليه بخيانةٍ، فخاف ابن غراب من سطوته، بل استدرك نفسه وانضوى إلى ابن الطَّبلاوى - وهو يومئذ قد قرُب من قلب


(١) يقصد بذلك محمود الأستادار.