للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ودار وحانوت وغير ذلك فشرعوا في جبايتها، ثم بطل ذلك ونودى بالرد على من أُخِذ منه شي، ولما بلغ جكم أَن دمرداش عند نائب الشام شيخ تَغيَّظ عليه لأَنه كان عدوّه، وكان يكتب قبل ذلك إلى شيخ يستنجده على التركمان فتقاعد عنه فغضب أَيضا.

وفى شوّال وصل إلى حكم قاضى السلطان يطلب منه إرسال نوروز وغيره من الأُمراء المتسحبين، فحماهم حكم وشتم القاصد وردَّه بغير جواب.

* * *

وفيها في شوال كانت الوقعة بين جكم والتركمان ورئيسهم فارس - ويدعى إلياس ابن صاحب الباز صاحب أَنطاكية وغيرها - وكان قد غلب على أَكثر البلاد الشمالية ودخل حماة فملكها، وكان عسكره يزيد على ثلاثة آلاف فارس غير الرجالة، فوافقه جكم بمن معه فكسره كسرةً فاحشة وعظم قَدْر جكم بذلك وطار صيته ووقع رعبه في قلوب التركمان وغيرهم.

ثم إنه بعد ذلك واقع نعيرًا ومَن معه مِن العرب فكسره، ثم توجه جكم إلى أَنطاكية وأَوقع بالتركمان فسأَلوه الأَمان، وأن يُمَكِّنهم الخروج إلى الجبال وإلى مواطنهم، ويُسَلموا إليه جميعَ القلاع التي بأَيديهم، فتقرر الحال على ذلك، وأَرسل إلى كل رقعةٍ واحدا من جهتهم، ودخل إلى حلب مؤيدًا منصورًا، فسلم فارس بن صاحب الباز لغازي بن أَوزون التركماني وكانت بينهم عداوة فقتله وقتل ولده وجملةً من جماعته.

وكان أَميرًا كبيرًا شجاعًا بطلًا استجدَّ بأَنطاكية مدرسةً بجوار تربة حبيب النَّجار، وكان قد استولى على معظم معاملات حلب ومعاملة طرابلس وصَار في حكمه أَنطاكية والقصر والشغر وبغراس وحارم وصهيون واللاذقية وجبلة وغير ذلك، فلما أُحيط به تسلم جكم البلاد ورجعت معاملة كل بلد إليها على ما كانت أَولا، وكاتب جكم نائبَ الشام يطلب منه إرسالَ دمرداش ويعاتبه على تأَخره عن نصْره مرةً بعد مرة، فاستشعر دمرداش أَن نائب الشام يقبض عليه ويرسله إلى جكم فهرب، وأَعادَ نائبُ الشام إلى جكم الجوابَ بذلك فلم يعجبه وعزم على قصْد دمشق ومحاربة النائب، فبرز في شوال والتقى مع ابن صاحب الباز