للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ابن غراب فأَركبوه إلى بيت سودون الحمزاوى بالباطليّة، فلما أَصبحوا ركبوا ولا عِلْمَ عند بيبرس وأَتباعه بظهور الناصر بل ظن أَن الأُمراء البطَّالين مثل يشبك ومن معه قد ركبوا عليه، فركب هو أَيضا بالرّميلة، فخرج الناصر ومَن معه مِن المماليك فحملوا على بيبرس ومَن معه وطلبوا باب القلعة ففَتح لهم واليها الباب، فطَلع الناصرُ القصرَ وانخذلت طائفةُ بيبرس، فهرب سودون المردانى واختفى، وخرج بيبرس إلى خارج المدينة، فأَرسل إليه سودون الطيار فأَحضره وأَرسله مقيدًا إلى الإسكندرية، واستقرّ يشبك في الأَتابكية عوضه في ثامن جمادى الآخرة، واستقر سودون الحمزاوي دويدارًا عوضًا عن سودون الماردانى، واستقر جركس المصارع أَمير آخور عوضا عن سودون المحمّدى في دولة أَخيه المنصور وسجنهم، واستقرّ سودون من زاده في نيابة غزة عوضا عن سلامش.

وفى نصف جمادى الآخرة استقر يعقوب التبّانى في نظر الكسوة ووكالةِ بيتِ المال عوضًا عن ولى الدين الدمياطى (١) مع بيبرس ثم صُرف عن ذلك بعد أَيام واستقر ابن البرجي في ثامن عشري جمادى الآخرة، ثم أُعيد ابن التباني في رابع رجب، وكان ذلك بعناية قطلوبغا الكركى.

وفى أَواخر جمادى الآخرة استقر تمراز الناصري نائبَ السلطنة بعد شغورها مدّةً طويلة.

وفى نصف رمضان استقر القاضي ولى الدين بن خلدون في قضاء المالكية عوضًا عن البساطى، ثم لم ينشب ابن خلدون أَن مات في خامس عشريه واستقرّ جمال الدين بن التنسى بعناية قطلوبغا الكركى، ثم صُرِف في سادس عشر شوال وأُعيد البساطى.


(١) في المقريزى: السلوك، ٥٧ ا "ابن البرجي".