للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدين، واجتمع في بغداد بالشيخ شمس الدين الكرماني وأخذ عنه الحديث وشَرْحه البخارى، ومهر في أنواع العلوم، وأقبل على التدريس، وشغل الطلبة، وعمل على البيضاوى شرحًا، فلما دخل الدعادعة - وهم أتباع طقتمش خان - تبريز قدم عليه في تبريز فبالغ في إكرامه فأقام، وكتب على الكشاف "حواشي" وشرح "الأربعين للنووى".

وكان زاهدا عابدًا معرضا عن أمور الدنيا مقبلًا على العلم، وكان قد حج ثم زار المدينة فجاور بها سنة، وكان لا يُرى مهموما قط؛ وكانت وفاته سنة أربع وثمانمائة بجزيرة ماردين (١)، فإنه رجع إليها لما كثر الظلم في تبريز فقطنها إلى أن مات.

وخلف ولدين: بدر (٢) الدين محمد، وجمال (٣) الدين محمد، وحج بدر الدين سنة تسع وعشرين وأقام بحصن كيفا (٤) فشغل الناس بالعلم، وحج جمال الدين سنة ثلاث وثلاثين، وقدم القاهرة سنة أربع وثلاثين وأقام بها مدة وتوجه؛ وقد تقدّم ذكره في سنة اثنتين وثمانمائة.

٣٧ - يوسف بن حسين الكردي الشافعي نزيل دمشق، كان عالمًا صالحًا معتقدًا، تفقه وحصل. قال (٥) الشيخ شهاب الدين الملكاوى: "قدمْتُ من حلب سنة أربع وستين وهو كبير يشار إليه".


(١) في هامش هـ بخط البقاعي: "لعله ابن عمر".
(٢) راجع ترجمته في الضوء اللامع ١٠/ ٢٩٤.
(٣) راجع ترجمته في الضوء اللامع ١٠/ ٢٩٥.
(٤) عرف مراصد الاطلاع ١/ ٤٠٧ حصن كيفا بأنه بلدة وقلعة عظيمة مشرفة على دجلة بين آمد وجزيرة ابن عمر وديار بكر، وأشار لسترانج في بلدان الخلافة الشرقية، ص ١٤٤ - ١٤٥ إلى أنه واقع على ضفة الفرات الجنوبية وبسميه الروم كيفس Kiphas أو كيفى Cepha ، ثم أشار إلى ما ذكره المقدسي بأنه "كثير الخير وبه قامة حصينة وكنائس كثيرة" وأشار، ياقوت وقد شاهد حصن كيفا بنفسه بأن به قنطرة "ولم ير في البلاد التي رآها أعظم منها".
(٥) من هنا حتى آخر للترجمة غير وارد في ظ.
* * *