للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٧٣ - على بن محمد بن أَحمد بن محمد بن أَحمد بن علي بن محمد، الشريف نور الدين الحسيني، سبط زين الدين على، كان من أَعيان الحلبيّين (١)، وجرت له مع اللنكية أَعجوبة وهو أَنهم أَمسكوه ليعاقبوه، فملأَوا سطل نحاسٍ ماءً وملحا ليسقوه (٢) إياه وهو مربوط، فجاءَ ثور وشرب السطل، فلما رأَوا ذلك أَطلقوه ولم يتعرّضوا له بعد ذلك، واتفقت وفاته في آخر السنة: سنة ثلاث.

٧٤ - على بن محمد بن علي بن عباس بن فتيان البعلي ثم الدمشقي الحنبلي علاء الدين المعروف بابن اللحام (٣)، وُلد بعد الخمسين وتفقَّه ببلده (٤) على شمس الدين بن اليونانية، ثم انتقل إِلى دمشق وبرع في مذهبه، ودرّس وأَفتى، وناب في الحكم، ووعظ بالجامع الأُموي في حلقة ابن رجب بعده، وكان يعمل مواعيد نافعة ويذكر مذاهب المخالفين وينقلها من كتبهم محرّرة، وكان حسن المجالسة كثير التواضع، وترك الحكم بآخره، وانجمع على الاشتغال.

ويقال عُرِض عليه قضاء الشام استقلالًا فامتنع، وتتلمذ لابن رجب وغيره، وشارك في الفنون وقدم القاهرة بعد الكائنة العظمى بدمشق مع مَن جفل عند أَخْذِ تمرلنك حلب فسكنها، وولى تدريس المنصورية ثم نزل عنها، وكان أَبوه لحاما فمات وعلاءُ الدين رضيعٌ فربّاه خاله وعلَّمه صنعة الكتابة، ثم حُبِّبّ إليه الطلب فطلب بنفسه وأَنجب إِلى أَن صار شيخ الحنابلة بالشام (٥) مع ابن مفلح، فانتفع الناس به؛ وعُيّن للقضاء بعد موت موفق


(١) "المتكلمين" في ظ، ولكن "الحلبيين" هي الواردة في بقية نسخ الإنباء وكذلك في ابن قاضي شهبة: الإعلام، وهي الأصح.
(٢) في هـ "ليسعطوه" انظر أيضًا الضوء اللامع ٦/ ٩٦٨.
(٣) وهي حرفة أبيه كما سيرد بعد قليل، وإن ورد في ز "لجاما".
(٤) المقصود بها بعلبك.
(٥) ذكر هذا أيضًا الإعلام لابن قاضي شهبة، ورقة ١٨٩ ب، وقضاة دمشق ص ٢٨٨.