للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

واتفق في ذلك نزولنا بحماة في العشرين من شهر ربيع الآخر"، وكان لما وصل إِلى حمص لم يتعرّض لها إِكرامًا لخالد بن الوليد (١).

ولما تكامل الجند بمصر قام بأَمرهم يلبغا السالمي، فصار يكسو العرايا منهم ويحمل إليهم الأَموال والأمتعة (٢) والسلاح، وقام في تحصيل الأَموال ليجهز العساكر إِلى الشام لدفع تمرلنك - بزعْمه - عن دمشق، فبسط يده في أَخذ أَموال الناس بغير رضاهم، فمن حضر قاسمه ماله قسمةً صحيحة، ومن غاب أَخذ نصف ما يجده له ويترك له النصف، وعمَّ ذلك حتى في أَموال الأَيتام والأَوقاف، وفرَض على البيوت كل بيت: كراءَ شهر؛ وعلى كل فدان حبوب: عشرة دراهم؛ وعلى كل فدان قلقاس أَو قصب: مائة درهم؛ وعلى البساتين كل فدان: مائة درهم؛ وفرض على الإِقطاع عن عبرة كل أَلف دينار: ثمن فرس: خمسمائة درهم.

* * *

وفى ذى الحجة منها حاصر نعير أَميرُ العرب حلبَ، وأَميرها إذ ذاك دِمِرْدَاش، والعساكر بها قليلة جدًّا، فغَلا السعر عندهم واشتدّ عليهم الخطب، فاستنجد دمرداش بابن رمضان فحضر إليه بخيله ورجاله ووقع القتال، فرآى نعير الغلبة وقد أَشرف دمرداش وابن رمضان على كسرهم، ففرّ ليلا بمن معه فساروا في إثرهم فلم يدركوهم، ورجع ابن رمضان إِلى بلده، وقد فرّج الله عن الحلبيّين.

وفي ليلة الاثنين (٣) النصف من صفر طلع القمر خاسفًا، فصلَّى ابن أَبي البقاء بدمشق صلاة الخسوف، وخطب وفرغ عند وقت العشاءِ وانجلى القمر عند غياب الشفق.


(١) أمامها في هامش هـ: "حماية حمص بخالد ".
(٢) عبارة "والأمتعة والسلاح وقام في تحصيل الأموال"، غير واردة في ظ.
(٣) الاثنين، غير واردة في ك. هذا مع ملاحظة أَن أَول شعبان سنة ٨٠٣ كان الخميس ومن ثم وجب أن تكون الخميس بدلًا من الاثنين، راجع التوفيقات الإلهامية، ص ٤٠٢.