للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منه وقال: "وهبته لك" فعالجه حتى أَعياه فامتنع من أَخْذه، فحجَ الشيخ وجاوز مدةَ حتى أَنفق ذلك الذهب".

واتفق أَنه عدم من بيته هاون فتوجّه إلى السوق ليجده فوجد فى الطريق صرّة فالتقطها ليعرفها، ووجد في السوق الهاون بعينه، فسأَل الذي وجده عنده عن قدر ثمنه فأَخبره ولم يقل إنه سُرِق من بيته وترك عنده الصّرة حتى يتوجّه بالهاون إلى منزله، فلما رآى الرجل الصرّة قال: "هذه الصرة التي دفعتها في ثمن هذا الهاون" فقص عليه قصته فقال: "هذا هاونك وهذه فضَّتى" فأَخذ كل منهما الذي له.

٢٦ - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله، التركماني الأَصل، الدمشقى، أبو هريرة بن الحافظ أبي عبد الله الذهبي، مسند الشام في عصره.

أحضره أبوه (١) على وزيرة بنت المنجا والقاضى سليمان وإسماعيل بن مكتوم ثم علَى أبي بكر بن عبد الدائم، وأَسمعه من عيسى المطعم وابن الشيرازي وابن مشرف ويحيى بن سعيد والقاسم بن عساكر وأهل عصره فأكثر عنهم، وخرّج له أربعين حديثًا وحدّث بها في حياة أبيه سنة سبعٍ وأَربعين وسبعمائة. وحدّث في غالب عمره.

وكان صبورًا على الاستماع محبًا لأَهل الحديث والروايات ويذاكر بأَشياء حسنة، وأمَّ بجامع كفر بطنا عدة سنين، وأَضرّ بآخره؛ وتفرّد بكثيرٍ من الشيوخ والروايات، وأَجاز لى غير مرة.

مات في ربيع الآخر بقرية كفر بطنا وله إحدى وثمانون سنة.

٢٧ - عبد القادر بن محمد بن على بن حمزة العمرى المدنى المعروف بالحجار، روى عن جدّه وسمع من أصحاب الفخر، وعنى بالعلم، وتفقه قليلا.

مات في عيد الأَضحى وذكر لنا البكرى أنه رآى سماعه للموطإ على الوادي آشي.

٢٨ - عبد المكرم بن محمد بن أحمد، نجم الدين السنجاري ناظر الأَوصياءِ بدمشق، وقد ولى الحسبة ووكالة بيت المال، وكان كيّسا منطبعا ذا خلاعة ومجون. مات في جمادى الآخرة وقد جاوز الستين.


(١) انظر الدرر الكامنة ٣/ ٨٩٤.