للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تغير (١) عليه الظاهر فبدا منه طيش أُهين بسببه وذلك أنه تصدّى لأذى الكبار وتعزير بعضهم فكوتب فيه السلطان وعرّفوه بثبوت فسقه فقدم مصر ثم نفى إلى الرملة فمات بها في أوائل هذه السنة.

قال ابن حجى: "كان كبير الدعوى ولما عُزل عن القضاء وقف للسلطان بمصر وتشكَّى من غرمائه فقال له: "أنا ما عزلتك إنما هم حكموا بعزلك"، فأخذ يعرّض ببعض الأكابر فعملوا عليه حتى أخرجوه".

٣٥ - محمود بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر الوائلي، شرف الدين بن جمال الدين بن كمال الدين الشريشي، وُلد سنة تسع وعشرين بحمص وأبوه قاضيها إذ ذاك، وأخذ عن والده وابن قاضي شهبة حتى مهر في العلوم وتصدّى التدريس والإفتاء وكثر النفع به، وقد حدث عن الحجار بالإجازة، ونشأ في عبادةٍ وتقشف وسكون وأدب وانجماع، ودرس بالبدرائية وبالرواحيّة (٢) قليلا، وكان يكتب على الفتاوى كتابة حسنة حتى كان يقصد لذلك من الجهات البعيدة، وانتهت إليه وإلى رفيقه الشهاب الزهرى رياسة الإفتاء، وله نظم ونثر.

قال ابن حجى: "لم أر أحسن من طريقته ولا أجمع لخصال الخير منه"، وكان يلقب "بالشطرنج". مات في تاسع صفر عن خمسٍ وسبعين (٣) سنة.

٣٦ - مقبل الرومي الشهابي شيخ الخدام بالمدينة، أصله من خدم الصالح إسماعيل بن الناصر ثم اختص بشيخو ثم بحسن ثم انقطع بالمدينة ثم ولى المشيخة بها حتى مات.

٣٧ - منصور بن مظفر بن محمد بن المظفر اليزدى، ويقال له شاه منصور وهو ابن أخى شاه شجاع صاحب بلاد فارس. قُتل في حروبٍ وقعت بينه وبين تمرلنك وقُتِل معه أخوه شاه يحيى بن المظفر.

٣٨ - منطاش التركي الأشرفي، تقدم ذكره في الحوادث.


(١) في ز، ف "بعد غلبة الظاهر".
(٢) من مدارس الشافعية بدمشق، وتقع شرقى مسجد ابن عروة بالجامع الأموى، وتنسب إلى بانيها أبي القاسم التاجر المعروف بابن رواحة المتوفى سنة ٦٢٢ هـ، انظر النعيمي: الدارس ١/ ٢٦٥ وما بعدها.
(٣) الصحيح "عن خمس وستين سنة".