للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى رمضان - بعد موت أَكمل الدين - ادُّعِيَ على برهان الدين الدمياطي عند ابن خلدون وأَنه قال: "لا رحم الله أَكمل الدين [فإِن (١) موته فتح]، فعزّره [ابن خلدون] بالحبس.

ورُفع عند ابن خلدون على تاج الدين بن الطريف وعزِّ الدين الطيبي (٢) أَنهما أَعانا على بيع وقف بأَن محيا الكتابة من المكتوب في الرق وقدَّما تاريخ الإِجازة، فلما ثبت ذلك عندة عليهما عزّرهما ومنعهما من التوقيع. وفى كائنة الطيبي يقول ابن العطار:

سعى الطيبي بتزويرد … وظن ابنَ خلدون لم يرقب

وما ساقه الله إِلا لأَن … يميّز الخبيث من الطيب

وفيها وصلت مركب من المغرب فيها ولد ابن خلدون وعياله وهدية من صاحب المغرب ورسول صاحب مصر المجهز لذلك بسبب ابن خلدون. فلما وصلت المركب إِلى الميناءِ غرقت وغرق أَكثر من فيها، وغرق (٣) مسعود رسول صاحب مصر الذي كان توجّه لإِحضارهم، وسلم أبو عبد الله العباسي رسول صاحب المغرب وولدا ابن خلدون وهما محمد وعلى، وغرق للقاضي خمس بنات، وبقى من الهدية فرس وبغلة وشيء يسير جدا.

وفيها عاد بدر الدين بن فضل الله إِلى كتابة السرّ بعد موت أوحد الدين.

وفيها مات بهادر أمير الركب فدفن بعيون القصب في قبة، وأرسل السلطان ابن أَخيه أَبا بكر (٤) بن سنقر أَميرا على الحج، فأَدركهم بمكة وحجّ بهم.

وفيها قدمت رسل مقتمش خان بن أَزبك (٥) سلطان الدشت: واسم كبيرهم حسن بن رمضان، وكان أَبوه نائب القرم أَرسل بهم صاحب القرم ومعهم هدية فقبلت وأُرسلت أَجوبتهم.

وفيها أَوقع العادل صاحب حصن كيفا بالزرقية فصالحوه على ترك الغارة وقطع الطريق.

وفيها أَرسل قرا محمد من الموصل يخطب بنت القادر صاحب مباردين فامتنع، فتجهّز


(١) أضيف ما بين الحاصرتين من السلوك، ورقة ١٤٨ ب.
(٢) في ل "البلقيني" ولكن يصحه البيتان الواردان فيما بعد.
(٣) من هنا لآخر الخبر غير وارد في ظ.
(٤) يعني ابن أخي بهادر أمير الحاج، انظر السخاوي: الضوء اللامع ١١/ ٩٣.
(٥) راجع السلوك، ورقة ١٤٩ ب.