للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقرأْت بخط القاضي تقى الدين الزبيرى أَنه باشر بقوةٍ وشدة وخروج عن العادة، وعانَدَ الحنبليَّ وغيره من الأَكابر فلم تطل مدّته.

وفيها نزل بدمشق سيل عظيم.

وفيها هدمت قبة القاهرة.

وفيها وقع بين الشيخ أَكمل الدين وبين الشيخ شمس الدين الركراكي منازعة في الشيخونية فعزله من التدريس (١) فتشفع (٢) إِليه بالأُمراءِ فامتنع، فتوصّل إِلى أَن تشفع عنده بالسلطان، فراسل أَكمل الدين في ذلك فلم يجب، فتغيّر خاطر السلطان على الشيخ أَكمل الدين وشكى منه لجلسائه، فبلغ ذلك الشيخ أَكمل الدين فطلع إِلى القلعة الجمعة وصلَّى مع السلطان وشكى إِليه صورة الحال وأَنه لم يردّ رسالته إِلا لما يترتب على ذلك من بهدلته عند أَهل الخانقاه. وتدخل عليه إِلى أَن أَرضاه، واستمر عزل الرّكراكي واستقر تاج الدين بهرام في تدريس المالكية عوضه.

ثم لم يلبث أَكمل الدين أَن مات في رمضان فعاد الركراكي إِلى وظيفته، واستقر عز العرب الفزارى في مشيخة الشيخونية نقلًا من مشيخة البيبرسية، واستقر في مشيخة البيبرسية عوضه شرفُ الدين عثمان بن سليمان الكردي المعروف بالأَشقر: إِمام السلطان.

وفيها توجّه سودون النائب وبعض القضاة إِلى الكنيسة المعلقة بمصر فهدموا منها أَماكن جدّدها النصارى.

وفى شهر رجب ابتدئ بعمارة المدرسة الظاهرية ببيْن القصرين، واستقر جركس الخليلي شادَّ العمائر بها، وأُسست في المكان الذي كان خان (٣) الزكاة وهدم في سنة ثلاث (٤) وثمانين وسبعمائة، فلما تكامل شيل التراب شرع في العمارة.

وفيها ورد كتاب من نائب حلب يخبر فيه أَن القضاة الأَربعة بحلب تخاصموا في شيء فآل أَمرهم إِلى المماسكة بالذقون، ثم وردت منهم أربعة محاضر: من كل قاض محضر يتضمّن فسق البقية، فقال الظاهر: "لا يحقّ تولية الفسّاق"، وأمر بعزل الأَربعة.


(١) في ز، هـ "الدرس".
(٢) في ل "فشفع"
(٣) في ل "حارة"، راجع النجوم الزاهرة، ٥/ ٣٧٨.
(٤) في النجوم الزاهرة، أن الهدم بدأ في رجب سنة ٧٨٦ هـ.