البلقيني عن قضاء العسكر لولده بدر الدين، وباتوا ليلةً من الليالي يقررون نوابَ البلاد والنوابَ بالقاهرة، حتى قيل إن بدر الدين طرق على أَبيه الباب نصف الليل فقال له:"غلطنا في تولية فلان فإنه جرى منه كذا"؛ واتفقا على تقرير غيره فيما عيّناه له، فأَصبح بدر الدين بن أَبي البقاء قاضيًا.
وقرأْتُ بخط القاضي تقى الدين الزبيرى وأَجازنيه "لما حضر طشتمر واستقر أَتابك العساكر في جمادى الآخرة شرع الشيخ سراج الدين البلقيني في الحطِّ على ابن جماعة، واستعان على ذلك بالضياء القرمى فذكرا عنه معائب وأَنه يستحق العزل، واستكتبا في ذلك عدةٌ من الفقهاء في محضر، وتقرر أَن البلقيني يستقر قاضى الشافعية، فعورض طشتمر في ذلك، واستقر بدر الدين بن أَبي البقاء كما ذكر".
* * *
وفيها استقر علم الدين القفصى في قضاء المالكية بدمشق عوضًا عن البرهان الصنهاجي، وكمالُ الدين المعرى في الحكم بحلب عوضا عن جلال الدين بن نجم الدين الزرعي.
وفيها استقر في الوزارة كريمُ الدين بنُ الرويهب عوضا عن التاج الملكي، ثم عُزل في شوال واستقر في الوزارة (١) صلاح الدين بن عرام الذي كان نائبَ الاسكندرية واستقر بالملكي ناظرَ الدولة.
وفيها استقر في نيابة حلب منكلى بغا البلدى عوضا عن أشقتمر، ثم أقبل كمشبغا واستقر بمرتبته.
* * *
وفيها قُتل بدر الدين المنشيء الذي كان الصالح - صاحب حصن كيفا - فَوّض إليه أُمور المملكة، وكان قَتْلُه وهو يصلّى التراويح في شهر رمضان ليلة إحدى وعشرين، وكان قد ضَعُف عن تدبير المملكة وأَشرفت البلاد على الخراب، فاتفق الجند على قتله فقتلوه بغتة، ثم أَعلموا
(١) في ز "واستقر في الوزارة كريم الدين بن الرويهب عوضا عن صلاح الدين بن عرام".