للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها عزل جمال الدين يوسف بن أبي أصَيْبِعة من نظر الجيش بحلب وأضيف لزين الدين بن السفاح كاتب السر.

* * *

وفى ذى الحجة خرجت طائفة من العرب من غزة على مبشّرى الحاج ففتكوا بهم وسلبوهم، فمشوا حتى وقعوا على بعض ذوى الدّرك من جهينة فأووهم وكسوهم وحملوهم إلى القاهرة.

* * *

وحج في هذه السنة أمير ذيبة (١) وبلاد الهند، واسمه حسن بن أبي بكر بن حسن الشهير بابن بدر الدين، ويلقب بالناصر.

* * *

وفيها وقع الوباء ببلاد كِرْمان (٢)، وفشا الطاعون بهراة.، حتى سَمِعْتُ أقْطُوه -الذي كان رسولًا إلى شاه رخ ملك المشرق- يقول إنه سمع وهو عند شاه رخ أن عدة من مات بهراة ثمانمائة ألف.

وتوجه شاه رخ فى جمع عظيم لقتال إسكندر بن قرايوسف، والسبب في ذلك أن إسكندر كان نازلا على قلعة شماخى (٣) من بلد شيْروان، وقاتل صاحبها خليل بن ابراهيم الدربندي (٤) مدة، فاغتنم خليل غيبة إسكندر فى الصيد فهجم على عسكره فقتل منه ناسا، وأسر ولد إسكندر وابنته وزوجته، فبعث بالإبن إلى شاه رخ فسيَّره إلى سمرقند، وأوقف خليلُ بنت اسكندر وزوجته فى الخرابات مع البغايا، فلما عاد اسكندر غلب على "شماخي"


(١) راجع ما سبق حاشية رقم ٢ ص: ١٦ في هذه السنة.
(٢) تقع ولاية كرمان شرقى فارس وكانت لها قصبتان زمن العباسيين هما سيرجان" و "كيرمان"- ويشير إلى سترانج إلى هذا الازدواج فيقول: اطلق اسم كرمان -ويقصد بها المدينة- في الكتب القديمة على العاصمة الأولى: "السرجان، ثم اطلق في العصور المتأخرة على كرمان الحالية، وقد تدهورت مكانة كرمان بسبب غزو تيمور لنك لها، انظر أيضا أحسن التقاسيم للمقدسي، ص ٤٦٠، ٤٦٤ والاصطخري ص ١٣٥، ١٦٨.
(٣) شماخي أو "الشماخية" عاصمة إقليم شروان من مناطق "جيلان" التي يعرفها الجغرافيون العرب باسم "الجبل" وكانت هذه المناطق وما يتبعها مثل طبرستان وجرجان من أقاليم الديلم وذلك في القرن العاشر الميلادى وتقع المدينة وقلعتها أسفل أحد الجبال، وكان حاكم هذه الولاية يعرف بشروان شاه، وهو الاسم الذى اصطلح البلدانيون العرب والمسلمون على إطلاقه على خاقاناتها.
(٤) هو خليل بن إبراهيم المعروف بصاحب شماخي، وقد اقام في مملكته نحو اربعين سنة، وكانت بينه وبين مراد بك العثماني مودة حتى إن الأخير أوصاه بابنه محمد، وأمر ولده محمدا ألا يخرج عن رايه ومشورته، وكانت وفاة خليل هذا سنة ٨٦٨، انظر الضوء اللامع ٣/ ٧٢٧.