للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى أواخر ربيع الآخر شاع أن شاه رخ قاصدٌ البلاد الشامية، فنودي في أجناد الحلقة بالعرض، فعرضوا عند الدويدار الكبير، فحصل لهم مشقات كبيرة، وخصوصًا لصعاليكهم واستمر التشديد عليهم.

* * *

وفيه خلع على ولى الدين محمد بن تقى الدين بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد القادر الشيشيني (١) نزيل المحلة ونديم السلطان بنظر الحرمين عوضًا عن سودون المحمدى، وبشيخ الخدام بالمدينة عوضًا عن بشير التميمي، وخلع على الصاحب كريم الدين بن تاج الدين كاتب المناخ بالنظر على الكارم بجدة، وشرع في التجهيز صحبة ابن قاسم، وخُلع على يَلْحَجا بشادِّية جدة عوضا عن نكار، وخرجوا وصحبتهم جماعة لقصد العمرة والمجاورة -وهو الركب الرجبي- في نحو أربعمائة جمل، وساروا في يوم الثلاثاء رابع عشر جمادى الآخرة، ووصل نكار إلى القاهرة محتفظا به، ويقال إنه أهين وصودر على مال، وكان نُكار المذكور توجه إلى جدة فلم ينجح كما نجح من قبله، فسخط عليه لسوء تصرفه.

* * *

وفي جمادى الأولى وصل الخبر من "أقْطُوه" الذى كان توجه رسولًا إلى شاه رخ بأنه وصل إلى حلب وصحبته رسل من شاه رخ، فأجيب بالإذن لهم في المجيء، فلما كان في جمادى الآخرة وصل أقْطُوَه سالما كما سيأتى.

* * *

وفى ذى الحجة وصلت هدية ملك بنجالة إلى السلطان فغرقت المركب، وقام الصاحب كريم الدين ومن معه إلى أن استخرجوا الشاشات من البحر وأصلحوها وجهزوها، وفات ما عدا ذلك.


(١) ولد ابن قاسم الشيشينى بالمحلة الكبرى سنة ٧٨٣ هـ وناب في القضاء ببعض أعمالها، أما سبب قرب مكانته من الأشرف برسباى فيرجع إلى أن الأخير -حين كان أحد المقدمين زمن المؤيد شيخ- نزل بالمحلة لكشف الجسور، فخاف منه اهل "ريط، فقام ابن قاسم وكان إذ ذاك نائب القاضى بها فسكن خواطر الأهالى وبالغ في خدمة برسباي وإكرامه فلما ولى السلطنة استقدم إليه ابن قاسم من مكة واشترى له دارا في السبع قاعات واتخذه نديما فاثرى ابن قاسم منذ هذه اللحظة بصورة فاحشة. ونستفيد من الضوء اللامع ٨/ ٧٧٧ أنه سعى فى مشيخة الخدم فاجابه الأشرف إليها كما أضاف إليه نظر الحرم بمكة، وقد مات ابن قاسم سنة ٨٥٣ مطعونا.