للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه استعفى الوزير كريم الدّين من الوزارة وشكى من كثرة المصروف وقلةِ المتحصل، فاستُرضِىَ بزيادة بلدٍ أضيفت له فاستمر، ثم تغيّب فى يوم السبت ثالث عشرى رجب بعد أن طلع القلعةَ، واستقر في الوزارة أمينُ الدين إبراهيم الذى كان ولى نظر الدولة، وهو ولد مجد الدين عبد الغني بن الهَيصَم الذى كان وَلَىِ نظر الخاص في دولة الناصر فرج، ولبس الخلعة فى هذا اليوم المذكور وهرع الناس للسّلام عليه بمنزله ظاهر باب القنطرة بالقرب من المقس، فلما كان يوم الثلاثاء استقرّ ولدُه -وهو صغير السن- في نظر الدولة وأُلبس خلعةً لذلك، وشغرت الأُستادارية، وتكلَّموا مع السّلطان في استقرار جانِبِك مملوك ناظرِ الجيوش عبد الباسط فيها فأجاب لذلك ثم بطل ذلك، وسعى ناظر الجيش في إعفائه، وتغيَّظَ السلطانُ على المباشرين وأُلزم ناظر الخاص -فيما قيل- بالمباشرة فيها، فاستعنى فأُمر أن ينادى بأمان الأُستادار فبلغه ذلك فظهر، وذلك في السابع والعشرين منه، وطلع إلى السلطان فخلع عليه قباء كان عليه، ونزل إلى داره وفرح الناس به وكان يومًا مشهودًا.

* * *

ومن حوادث سنة ٣٧ أنه أحصى (١) من في الإسكندرية من الحاكة فوجد فيها ثمانمائة نول، وكان ذلك وقع في سنة ٧٩٧ فبلغوا أربعة عشر ألف نول بمباشرة جمال الدين محمود الأُستادار، ونحو هذا أنَّ كُتَّاب الجيش أَحْصُوا قرى مصر قبليّها وبحريها فبلغت عدَّتُها ألفين ومائةً وسبعين قرية، وقد ذكر بعض القدماء في أوائل دولة الفاطميين أن عدّتها عشرة آلاف.

وفيها أُعيد جلال الدين أبو السعادات (٢) على القضاء (٣) في جمادى الآخرة عوضًا عن الجمال محمد بن على الشَّيبى.

وفى رجب سافر الناس صحبة أرنبُغا إلى مكة.


(١) كان ذلك في أول جمادى الآخرة من هذه السنة، راجع النجوم الزاهرة ٦/ ٧١٤.
(٢) أمامها في هامش هـ "بخط البقاعى: "أى ابن ظهيرة المخزومى"، وقد ضبطها بضم الظاء وفتح الهاء.
(٣) أمامها في هامش هـ "بخط البقاعى: "أى بمكة المشرفة".