إلى السلطان وضمن له السلامة، فلما سمع بحبسه جاء للشفاعة فيه، فأرسل لهم السلطان القاضي بدر الدين العيني فأَحضرهم عنده وتأَدب معهم، وكانوا ثلاثة: عبد الدايم وشجاع والعربان وأتباعهم، وقبل السلطان شفاعتهم وأَذن لهم في تسليم ابن عمر بعد أَن يحلفه كاتب السر عند العيني، ففعل ذلك ورجعوا.
* * *
وفي جمادى الأُولى شاع عن أَهل التقويم أنهم اتفقوا أن الشمس تكسف ثامن عشر هذا الشهر بعد الزوال فتأَهب السلطان وغيره لذلك وترقبها إلى أن غربت ولم يتغير منها شيءٌ ألبتة.
وفى يوم الخميس ثاني عشر شهر رجب تزوج سيدي محمد -ولد الأمير جقمق- بنت أحمد ابن أَرْغُون شاه، وعَمل له أبوه وليمةً عظيمة، وقدَّم له السلطان ومن دونه تقادم سنية
* * *
وفى شوال أرسل السلطان ثلاثمائة مملوك إلى جزيرة قبرص بمطالبة صاحبها بما استقر عليه من المال في كل سنة، وأوصاهم أن يرسوا على بعض الجزائر ويراسلوه، فإن أَجاب بالامتثال رجعوا وصحبتهم ما يوصله لهم، وإن امتنع اعتصموا ببعض الجزائر وراسلوا السلطان، فعادوا بعد بضعةٍ وعشرين يوما وصُحْبتُهم أثوابُ صوفٍ بقيمة ثلاثة آلاف دينار.
* * *
وفيها حجت خَوَنْد جُلْبَان زوج السلطان، وكانت أمَتَه فأَعتقها وتزوجها وصيّرها أكبر الخوندات، وجهزها في هذه السنة تجهيزا عظيما، وأرسل صحبتها جوهر اللالا وناظر الجيش، ونَصب الروك المتعلق بها على شاطئ النيل، فكان أمرًا مهولًا وسافروا بالمحمل من أجلها في سابع عشر شوال ورحلوا به من البركة يوم الحادى والعشرين منه قبل العادة بثلاثة أيام.
* * *
وفى ١٢ ذي القعدة أو فى النيل ستة عشر ذراعا ونودى عليه بزيادة نصف ذراع بعد الستة عشر، وذلك في تاسع عشر أبيب، وقد تقدم في سنة خمس وعشرين أنه أَوفى في تاسع عشرى أبيب أيضا ولكن بزيادة إصبعين على الستة عشر فقط، وأَوفى قبل ذلك في سنة ست عشر آخر يوم من أبيب وهى من النوادر، وأَفسد تعجيل الزيادة من الزروع التي بالجزائر شيئا كثيرا كالبطيخ والسمسم.