للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قُرر الشريف بكتمر في ولاية القاهرة ثم عزل وقرّر حسين بن علي الكوراني.

وفيها (١) في ربيع الأَول [كان] غرق الحسينية ظاهر القاهرة، انقطع من الخليج الحاكمي بجوار بيت ابن قايماز - مقطع فغرقت الحسينية إلى أَن بلغ الماء جامعَ ابن شرف الدين، فقيل خربت، بسبب ذلك نحو أَلف دار (٢).

وفيها تجهز السلطان الملك الأَشرف إلى الحج فأَرسل إخوته وأَولاد أَعمامه جميعا إلى الكرك فسُجِنُوا (٣) بها، وأَرسل معهم سودون الشيخونى ليقيم عندهم محتفظا بهم، وأَرسل أَقتمر الحنبلي إلى الصعيد وجماعةً (٤) من الأُمراء لحفظ البلاد من العرب، وأَرسل عدةً من الأُمراء إلى سائر الثغور لحفظها أَيضا.

وفيها خرج السلطان في تجمل (٥) زائد إلى الغاية طالبا للحج، فأَقام بسرياقوس يوما ثم سافر في الثاني والعشرين من شوال، فلما وصل إلى عقبة أَيلة (٦) في مستهل ذي القعدة خامر عليه الأُمراءُ (٧) الذين صُحْبَتُه وأَكثرُ مماليكه، وكانوا طلبوا منه أَن ينفق عليهم نفقةً اخترعوها، فامتنع، قداروا على الأُمراء فَمَنْ أَجابهم أَلزموه بالركوب معهم، ومن امتنع تهددوه بالقتل،


(١) في ز "وفيها غرق الحسينية ظاهر القاهرة".
(٢) أبان العيني في تاريخ البدر، ورقة ٩٤ ا - ب سبب ذلك الغرق فذكر أن أحمد بن قايماز استادار محمد بن أقبغا اص كان قد استأجر مكانا وجعله بركة وفتح له مجرى من الخليج فتحرك الماء وغفل الحراس عنه فغرقت الحسينية، وهذا يقارب ما ذكره العراق في الذيل، ص ١٨٠.
(٣) الوارد في ذيل العراقي، ص ١٨١، أن الأشرف بعث بهم إلى الكرك ليقيموا فيها مدة غيابه بالحجاز.
(٤) في ز، هـ "وجماعة أمراء".
(٥) جاء في جوهر السلوك، ورقة ٢٦٦ وصف لهذا التجمل بأنه بلغ عشر محفات بأعبية زركش برسم الحرم وستة وأربعين روح محابر بأغشية مخمل على سائر الألوان، وأنه تناهى في ترفه حتى حمل معه أشجارا مزهرة في طينها في صناديق خشب. أما العينى فقد ذكر في تاريخ البدر، ورقة ٩٤ ب - ٩٥ ا، أَنه سحب عشرون قطارا من الهجن بقاش ذهب وخمسة عشر قطارا بعبي حرير، وقطار بلبس خليفتي وقطار آخر بلبس أبيض لأجل الإحرام، ومئة فرس مشهرة، وكجاوتان بغطاء زركش وستة وأربعون زوجا من المحابر وخزانة وعشرون حملا وقطاران من الجمال المحملة بالخضر.
(٦) أخطأ العمري في كتابه الحوادث، ص ١٦٠، حين زعم أن السلطان الأشرف بلغ المدينة المنورة فتصدق بها ثم بمكة على الفقراء والمجاورين وعاد إلى مصر، فخامر عليه الأمراء فلما وصل إلى القاهرة قهروه وقبضوا عليه وخنقوه.
(٧) تمت المؤامرة على اغتيال الأشرف على نطاق واسع بين من صحبه من المماليك والأمراء الذين تركهم بالقاهرة وإن انحصرت بين جماعة الأمراء من مقدمي الألوف والطبلخانات، أما مقدمو الألوف فكانوا تسعة أنفس، وأما الطبلخانات فبلغوا خمسة وعشرين أميرا، راجع تاريخ البدر للعينى ورقة ٩٥ ا.