للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٩ - كافور الصرغتمشى الطواشي الزّمام. مات في يوم الأَحد خامس عشرى ربيع الآخر وقد قارب الثمانين، وقد عمّر المدرسةَ التي بخط حارة الديلم (١) واستقرّ بعده في الزمامية خُشْقَدَم الظاهري (٢).

٢٠ - محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل بن عليّ القَلْقَشندى - بقافين مفتوحتين بينهما لام ساكنة وتبدل اللام راء مهملة-، نسبةً إلى قريةٍ (٣) من ضواحي مصر، القاضي بدر الدين أَبو عبد الله القرشي الشافعي، ولد سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة بقلقشندة ثم رحل إلى القاهرة، وهو صغير فقرأَ القرآن وحفظ "المنهاج" وعدة مختصرات بفنون من العلوم، وتفقه بالإسنوى ثم بالبُلْقينى، ومهر فيه (٤) حتى تقدّم على أَقرانه، وفاق في الفرائض والحساب والجبر والمقابلة، وكان قصير الباع في العربية، وسمع الحديث ولم يُكْثِر منه؛ ومن جملة مسموعه "صحيح ابن حيان" سمعه على العزّ بن جماعة؛ وناب في الحكم. وولَي قبل ذلك أمانةَ الحكم في سنةِ تسعين، وكان القاضي جلال الدين [البُلْقيني] يثنى عليه حتى قال مرة: "ليس في نُوَّابى أَمْثل منه"، وافتخر به السّراج البلقيني يومًا وقد أَجاب مسألةٍ مشكلةٍ في الفقه بجوابٍ حسنٍ فقال: "هو من قدماء طلبتي"، هكذا ترجمه قريبه [عبد الرحمن (٥) القلقشندي] وعيَّن غيره (٦).

٢١ - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الإمام أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الشافعي، محيى الدين أُبو حامد الطوسي، قدم


(١) أفاض المقريزى في الخطط ٢/ ٧ - ٨ في ذكر هذه الحارة فأشار إلى أنها سميت بذلك الاسم لنزول الديلم الواصلين مع مفتكين الشرابي حين قدومه مصر ومعه أولاد مولاه معز الدولة البويهي سنة ٣٦٨، ومن ثم عرفت بهم.
(٢) جاء بعد هذا في ز "محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله الزبيرى البنهاوى. ذكره المؤلف في معجمه".
(٣) يعنى بذلك قلقشندة التي تعرف أيضا بقرقشندة وهي من القرى المصرية في محافظة قليوب وينسب إليها جماعة من أعلام الفكر الإسلامي أمثال الفقيه المصرى الليث بن سَعد المتوفى سنة ١٧٥، وأحمد بن على القلقشندي صاحب صبح الأعشى وغيره من الكتب المستعملة فى حواشى هذا التحقيق، أنظر في ذلك القاموس الجغرافي ق ٢ ج ١ ص ٤٦ - ٤٧.
(٤) أي في الفقه.
(٥) الإضافة من الضوء اللامع ٩/ ٤٩٧.
(٦) ورد بعد هذا في ز ما يلى وهو ترجمة لنفس صاحب هذه الترجمة: "محمد بن محمد بن محمد القاضي بدر الدين القلقشندي أمين الحكم، ولد في أول المحرم سنة ٧٤١ وينسب لفضيلة ومشاركة، مات يوم الاثنين ٢٤ المحرم، قال المؤلف في معجمه: أمين الحكم بالقاهرة وليها أكثر من ثلاثين سنة، وكان ذاكرًا الفقه يحفظ المنهاج للنووى عارفًا بالفرائض صحيح الذهن وفتر قبل موته بسنوات، وذكر، أن مولده في سنة ٤٢ وأنه سمع الكثير على عز الدين بن جماعة. مات في ٢١ المحرم".