للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاهرة"، قال (١): "وكان بخيلًا بالوظائف على مستحقِّيها، كثير التخصيص بها لأَولاده ومن يختص به، وكان يجيز من يعرض عليه كتابا في الفقه، ولما عُزِل من قضاءِ القاهرة سعى في قضاء الشام (٢) بعد أَن كان السلطان الأَشرف أَمَر بإخراجه فاستقر بها، ثم في هذه السنة سعى أشد السعي حتى استقر ولده ولي الدين في قضاء الشام في حياته وعاش بعد ذلك قليلًا ومات".

قلت (٣): وخرّج له ابن أَيبك أَجزاء حديثية ومات قبله.

وقال ابن حجي: "كان إماما نظارًا جامعًا لعلوم شتى، وقد كتب قطعة من "مختصر المطلب"، وقطعة من "شرح الحاوي"، وقطعة من "شرح المختصر".

وكانت ولايته القضاءَ أَخيرًا بالشام سنتين، وأُضيفت إليه الخطابة قبل موته بشهر واحد، ثم مرض مائة يوم، ومات في ربيع الأَول.

٦١ - محمد بن عبد القادر بن الحافظ أبي الحسين علي بن محمد [بن أَحمد (٤)] ابن عبد الله اليونيني ثم الدمشقي الحنبلي؛ وُلد ببعلبك (٥) سنة أَربع عشرة، وسمع من أبيه وعمه القطب موسى وغيرهما، واشتغل بالفقه وبرع في الفتيا، وأَمّ بمسجد الحنابلة، وأَنشأَ بالقرب منه مدرسةً للحنابلة ودرّس بها ووقف عليها أَوقافًا، وكان لين الجانب وجيها متعبدًا، وانقطع بأخرة فكان لا يخرج إلّا لشهود الجماعة وحدث.

مات في ذي القعدة عن ثلاث وستين سنة، وهو والد المعين القاضي.

٦٢ - محمد بن عبد الملك المؤذن الواعظ المعروف بابن الخطيب، كان له صيت كبير في فنِّه. مات في رجب.

٦٣ - محمد بن عبيد النابلسي، شمس الدين قاضي حمص، وكان منشؤه بدمشق واشتغل ودرس ببعض مدارسها، فلما ولي قضاءَ حمص نيابةً عن القاضي تاج الدين السبكي أُخِذَت وظائفه، ثم جمع مالًا فأَخذه مملوك له وهرب، وكان كثير التقتير فعاد يشهد بحلب وحمص، ثم فُقِد في هذه السنة (٦)، ويقال مات في شهر رمضان.


(١) يعنى ابن القطان أيضا.
(٢) راجع ابن طولون: قضاه دمشق، ص ١٠٦ - ١٠٧.
(٣) هذه العبارة كلها غير واردة في ز، ولا في هـ. والضمير في "قلت" عائد على ابن حجر.
(٤) الإضافة من الدرر الكامنة ٤/ ٥٧.
(٥) "ببعلبك" غير واردة في ز، هـ.
(٦) غير واردة في ز.