للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في سنة تسع عشرة ثم في سنة ستٍ وعشرين في أَيَّام الأَشرف، وكانت مدته في الولايات يسيرة جدًّا: الأولى ستة أَشهر، والثانية شهرًا ونصفًا؛ ولمّا صُرِف في النَّوْبة الثانية حصل له ذلٌّ كبير وقهر زائد وذهب غالب ما كان حصّله في عمره، ولحقه فالج (١) فاستمرّ به إلى أَن مات في شهر ربيع الأَول.

١٣ - عبد الله بن مسعود بن عليّ المكي القرشي، أَبو محمد المعروف بابن القُرَشِيّة (٢) أَخذ (٣) عن ابن عمر الوادياشي وعن أَبي عبد الله بن عرفة وأَبى على عمر بن قَدَاح الهوارى أَحد مَن أَخذ عن محمد بن عبد السلام شارح "ابن الحاجب" وأَحمد ابن إدريس الزواوي شيخ بِجَاية (٤) أَخذ عنه "المسلسل" بالأَولية "ومصافحة المعمرين"، وأَبي عبد الله بن مرزوق وأَبي الحسن [محمد بن أحمد الأَنصاري] البَطَرْني في آخرين يتضمّنهم فهرسته ورأَيْتُها بخطه، وقد أَجاز فيها لأَبي الفرج سرور (٥) بن عبد الله القرشي، العَلْبي (٦) دارًا، في رجب سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، ومات بتونس في هذه السنة (٧) على ما ذكرهُ لي الشيخ أَبو الفرج سرور المذكور وهو ابن أخته (٨).

١٤ - عبد (٩) الوهاب تاج الدين المعروف بابن كاتب المناخات، تقدم ذكر ولايته الوزارة في الحوادث، وأَنَّه صرف وصودر ثم صرف عقب وفاة الأستادار الذي صُرف بموته


(١) الوارد في ابن طولون: قضاة دمشق، ص ١٥١، أنه حصل له فالج ولوثة.
(٢) أشار السخاوى في الضوء اللامع ج ٥ ص ٧٠ - ٧١ إلى نسخة خاصة لديه ذكرت فيها وفاته في هذه السنة الأخيرة وإن كان هو نفسه رجح سنة ٨٢٧، وقد وقعت شذرات الذهب في هذا الخطأ إذ أدرجت صاحب الترجمة مرة فيمن مات سنة ٨٢٧. (ج ٧ ص ١٧٩) ومرة أخرى الشذرات ٧/ ٢٢٢ فيمن مات سنة ٨٣٧.
(٣) في هـ "أخذ عن أبيه عن الوادياشي".
(٤) الضبط من مراصد الاطلاع ١/ ١٦٣ حيث عرفها بأنها مدينة على ساحل البحر بين إفريقية والمغرب.
(٥) هو ابن أخت صاحب الترجمة كما وردت الإشارة إلى ذلك في السخاوى: الضوء اللامع ٣/ ٩٢٠ حيث قال "ابن أخت عبد الله بن مسعود"، وقال أيضا في نفس المرجع ٥/ ٢٦١ "عبد الله … خال سرور، أما سرور هذا فكان نزيل الإسكندرية ومات سنة ٨٤٤ أو ٨٤٥.
(٦) فوفها في هـ كلمة "كذا، ولكن هذا هو الصحيح كما هو وارد في الضوء اللامع ٥/ ٢٦١.
(٧) أعنى سنة ٨٢٧ هـ.
(٨) بلا تنقيط في جميع النسخ، لكن راجع حاشية رقم ٥.
(٩) أحال السخاوى في الضوء اللامع تحت اسم "عبد الوهاب" إلى عبد الرازق "وقال ٤/ ٤٩٤؛ أن ابن حجر سماه بعبد الوهاب".