للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وثمانمائة] ثم مات عز الدين سنة اثنتين وأَربعين ولم يبق إلا شرف الدين وسليمان وهما في غاية القلَّة، فسبحان مَن لا يزول ملكه فأَصبحوا لا ترى إلا مساكنهم بعد أَن كان يشار إليهم بالأَصابع في الثروة وصاروا كآحاد الناس بل في الحضيض.

١٩ - غُرَير بن هَيازع بن هبة الحسينى أمير المدينة وأمير ينبع، كان وقع بينه وبين عجْلان بنِ نُعيْر ابن عمه - أخي ثابت - اختلاف كما كان بين أَسلافهما، فهجم غُريْر على حاصل المسجد فأَخذ منه مالًا كثيرًا، فأَمر السلطانُ أَميرَ الركب بالقبض عليه فقَبض عليه في ذى الحجة وأُحْضِر صحبةَ الركب إلى مصر فاعتُقل بالقلعة فمات بعد ثمانية عشر يومًا، وكان خالُه مُقْبل بن نخبَار أَميرُ الينبع قد جهَّز قدْرَ المال الذي نُسب إليه أَنه أَخذه وأَرسل به مع قُصَّادِه إلى السلطان، فبلغ القاصد أنه مات، فرجع بعضهم إلى ينبع بالمال واختفى بعضهم بالقاهرة؛ وكانت مدّة إمرة غُرير على المدينة ثماني سنين، وهو بالغين المعجمة مصغّرًا.

٢٠ - محمد بن أَحمد بن أَحمد بن محمد بن أَحمد، الشريف بدر الدين الحسينى نقيب الأَشراف بحلب، تقدم ذكر والده عزّ الدين (١) وهو (٢) من شيوخنا بالإجازة، وولى هذا نقابة الأَشراف بعد والده.

قال القاضي علاء الدين في تاريخ حلب: "كان بارعًا يستحضر شيئًا من التاريخ ويذاكر به، ثم ولى كتابة السّر بحلب سنة إحدى وعشرين وثمانى مائة من جهة المؤيّد فجمع الوظيفتين"، قال: "كان كتب وصيَّةً وجعلها في جيبه وصار يلهج بذكر الموت إِلى أَن وقعت وفاته في جمادى (٣) الآخرة وقد جاوز الأَربعين بقليل، وكان الجمع في جنازته مشهودًا": أثنى عليه البرهان المحدّث.


(١) راجع ترجمته في الضوء اللامع ج ١ ص ٢١٩ - ٢٢٠.
(٢) الضمير هنا عائد على عز الدين.
(٣) كان ذلك في الحادي عشر من الشهر المذكور، راجع الطباخ ٥/ ١٧٦ - ١٧٧.