للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٦ - عبد (١) الله بن محمد بن أَبي بكر (٢) بن خليل بن إبراهيم بن يحيى بن أَبي عبد الله ابن (٣) فارس بن أَبي عبد الله بن يحيى بن إبراهيم بن سعد (٤) بن طلحة بن موسى بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أَبان بن عثمان بن عفّان العسقلاني ثم المكِّي، بهاء الدين بن رضيّ الدين، نزيل الجامع الحاكمي بالقاهرة، وُلد في آخر سنة أَربع وتسعين وستمائة (٥)، وطلب العلم صغيرًا بمكة (٦) فسمع من الصفي والرضي الطبريين والتوزري (٧) وغيرهم، ثم ارتحل إلى دمشق فأخذ عن القاضي سليمان وأَبي بكر الدستي وعيسى المطعم وغيرهم بدمشق. وسمع على بيبرس العديمي (٨) وعلى عليّ بن القيّم وطبقته بمصر، وتفقّه على علاءِ الدين القونوي وتاج الدين التبريزي وشمس الدين الأَصبهاني وأَخذ عن أَبي حيان وغيرهم، ثم دخل دمشق وأَخذ عن ابن الفركاح وغيره، ثم رجع إلى مصر فاستوطنها، وكان قد حفظ "المحرر" ومهر في الفقه واللغة والحديث، وقد بالغ الذهبي في الثناء عليه في كتابه "بيان زغل العلم" وفي غيره، وقال: "كان شيئًا عجيبا في الزهد والانجماع وقول الحق"؛ وقال في المعجم الكبير: "المحدث القدوة" وقال: "هو لون (٩) عجيب في الورع (١٠) والدين والانقباض وحسن السمت، وهو جيد الفقه قوي المذاكرة كثير العلم"، وقال في المعجم المختص: "هو الإمام القدوة الرباني قرأَ بالروايات وأَتقن الحديث وعني به ورحل فيه، متقن الديانة، ثخين الورع كبير المعتقد"، إلى أَن قال: "يؤثر الانقطاع"، ثم قرأَ المنطق وحصل جامكية، ثم ترك ذلك وانقطع مرابطًا بزاويةٍ (١١) بظاهر الإسكندرية، وقال الشيخ شهاب الدين بن النقيب: "بمكة رجلان صالحان أحدهما يوثر الخمول وهو ابن خليل والآخر يؤثر الظهور وهو اليافعي"، وكان ابن خليل ربما عرضت له جذبة فيقول فيها أَشياء، وكان قد ولي مشيخة الخانقاه الكريمية بالقرافة ثم


(١) أمامها في هامش ز "ترجمة أبي خليل المحدث".
(٢) في الدرر الكامنة ٢/ ٢٢١١ "أبي بكر بن عبد الله".
(٣) عبارة "بن فارس بن أبي عبد الله" غير واردة في ز.
(٤) "سعيد" في الدرر الكامنة، شرحه، والنجوم الزاهرة ٥/ ٢٨٧.
(٥) بعدها في ز "سمع من أبي طالب بن العجمي وغيره".
(٦) في هـ "بنفسه".
(٧) الدرر الكامنة ٢/ ٢٦٠٦، وشذرات الذهب ٦/ ٣٢.
(٨) الدرر الكامنة ١/ ١٣٧١.
(٩) في ل "ثوب" وفي الدرر الكامنة ٢/ ٢٢١١ نقلا عن الذهبي وكذلك في ع "لون".
(١٠) بعدها في ز "والزهد".
(١١) في ز "زاوية ظاهر الاسكندري"، وفي هـ "زاوية ظاهر الإسكندرية".