للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحلبىُّ منصورًا، ثم توجه النائب المذكور إلى جهة ابن كبك التركماني فالتقى الجمعان بين قلعة المسلمين وعينتاب، فكان القتال واشتد الخطب، ثم وقع النصر للحلبيين فأَوقعوا بالتركمان وانتهبوهم وغنموا منهم شيئًا كثيرًا جدًا، وقُتل منهم جماعةُ وأُسر جماعة، فوُسط بعضهم بسوق الخيل.

وفى ربيع الآخر رخص الورد جدا بحيث بيع على رؤوس الباعة على حساب كل ألف وردةٍ بقدر عشرين درهمًا معاملةَ القاهرة، فيكون بالدينار الهرجة المصرى عشرة آلاف وردة.

فلما كان في سنة ست وعشرين كان قليلا، وأكثر ما رخص أن كان على الضعف من هذه السنة.

وفي سابع ربيع الآخر أنفق الأمير ططر نفقة السفر، لكل مملوكٍ مائةُ دينار، وأعطى القضاة من النَّفقة لكل واحد كما لواحد من المماليك، وخَلع على القضاة الأربعة جببًا بسمور.

وفي جمادى الأُولى ادّعى شخص من عرب الصعيد يقال له "عرّام" النبوة، زعم أنه رآى فاطمة الزهراء ابنة النبي في اليقظة فأَخبرته عن أبيها أنه سُيُبْعَثُ بعده فأطاعه ناس، وخرج في ناحيته فقام عليه نجم الدين عبد الرحمن بن عبد الوارث البكرى (١) وسعى إلى أن قبض عليه فضربه تعزيرا وحبسه وأهانه فرجع عن دعواه وتاب، وهكذا أخبرني به عبد الرحمن المذكور.

* * *

وفي التاسع عشر من شهر ربيع الآخر خرجت العساكر المصرية متوجهةً إلى الشام بسبب مخالفة الأُمراء بالشام عليهم، وكان الأُمراءُ قد توجهوا من حلب بعد قتل نائبها إلى دمشق وانضم إليهم مقبل الدويدار الذى كان تسحّب، وتحالف الجميع على المعاونة وعلى تقدمة الدولة المؤيدية وطرد النوروزية، فبلغ ذلك ططر فأَنْفق في العساكر في تاسع الشهر وبذل


(١) راجع ترجمته في الضوء اللامع ٤/ ٢٦٤ حيث ذكر أن وفاته كانت سنة ٨٦٨.