للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٥ - محمد (١) بن محمد بن عبد الله بن أحمد، شمس الدين بن الصُّغَيَّر بالتصغير، الطبيب المشهور، وُلِد في جمادى الأُولى سنة ٧٤٥، وكان أبوه فرّاشًا فاشتغل هو بالطب وحفظ "الموجز" وشرحه، وتصرّف في العلاج فمهر، وصحب البهاء الكازرونى. وكان حسنَ الشكل له مروءة. مات بعد مرض طويل في عاشر شوال.

١٦ - محمد بن محمد بن عثمان القاضي، ناصر الدين البارزي (٢)، كاتب السرّ، وُلد في شوال سنة تسعٍ وستين، وحفظ "الحاوى" في صغره واستمرَّ يكرّر عليه ويستحضر منه، وتعانى الآداب وقال الشعر وكتب الخطَّ المنسوب الجيّد، ثم ولى قضاء بلده وكتابة السرّ بها وقضاء حلب وكتابة السرّ بالقاهرة طول دولة المؤيّد، وكان لطيف المنادمة (٣)، كبير الرئاسة، ذا طلاقةٍ وبشرٍ وإحسانٍ للعلماءِ والفضلاءِ على طريقة قدماءِ الكرماء؛ ومات في يوم الأربعاء ثامن شوال، ومشى الناس في جنازته من منزله بالخراطين إلى الرميلة، ولم يُصَلِّ السلطانُ عليه لأنَّه كان في غاية الضعف حينئذ.

١٧ - محمد بن محمد بن محمد بن سعيد الصَّغاني، كمال الدين بن (٤) الضياء وَلَدُ قاضي مكة، ناب في عقود الأنْكحة ومات بمكة في ربيع الأوّل.


(١) وردت ترجمته في الضوء اللامع ٦/ ١٠٥٩ باسم "محمد بن أحمد بن عبد الله" وأشار السخاوى إلى أن شيخه ابن حجر أخطأ حين سماه بالاسم الوارد بالمتن.
(٢) Cf. Wiet، op. cit. No. ٢٣١٩.
(٣) في ز "النادرة"، ثم أمامها في الهامش دون أن يضرب عليها "المنادمة". هذا وقد جاء في هامش ث بخط آخر التعليق التالي: "ذكر شيخ الإسلام مؤلف هذا الكتاب رحمه الله تعالى: البارزى بترجمة جيدة كما رأيت، وذكره شيخ الإسلام العيني رحمه الله تعالى بضد ذلك. قال العينى في تاريخه في ترجمة ابن البارزى هذا: قدم مصر مع المؤيد وكان يصحبه حتى كان ينوب في البلاد فلما قبل السلطان: كاتب السر فتح الله ولاه كتابة السر، ثم ترقى حاله عند المؤيد إلى أن احتاط عليه وجعله في قبضته بحيث لا يخرج عن كلامه إلا في أمر نادر فتجبر وطغى ولم يمش مشى كتاب السر الذين كانوا قبله وإنما كان مشيه مشى الملوك الذين كان يرد كلامهم وينفذ مراسيمهم في الحجر، فجمع وحصل وبني أملاكا على شاطئ النيل ببولاق وعمر بساتين كثيرة، وكان ينام عند السلطان في الجمعة ثلاث ليال، ويدخل في أمور منكرة ولا يحترز في شي يشينه في دينه، وكان السلطان ينزل إلى بيته على النيل ويقيم فيه مرارا، ولما مات احتاط السلطان على موجوده، ثم وجد له حاصل ذهب مقداره مائة ألف دينار، وكان يظهر للسلطان أنه لا يملك شيئًا في الحاصل وإنما ينفق نفقة واسعة فكان السلطان يصدقه، وإنما ظهر حاله بعد موته، ومع هذا قيل إن له حواصل خفية لم يعرف بها أحد، وكان الذي صلى عليه القاضي جلال الدين البلقيني في تربته تحت شباك الإمام الشافعي. حكاه العينى".
(٤) الوارد في الضوء اللامع ٩/ ٥٤١ أنه هو المعروف بابن الضياء.