للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكره القاضي علاءُ الدين في تاريخ حلب فقال: "كان شابًا حسنًا شجاعًا، عنده حشمةٌ مع الكرم والعقل والسكون والميل إلى الخير والعدل والعفة عن أُمور الناس"، ودُفن بالجامع المؤيدى، وحضر أبوه الصلاة عليه يوم الجمعة وأقام إلى صلاة الجمعة، وخطب به ابن البارزي خطبةً حسنةً سبك فيها قوله : "تدمع العين ويحزن القلب ولانقول ما يسخط الرب وإنَّا بِك يا إبراهيم لمحزونون، فأبكى السلطان ومن حضر، ولم يتّفق أن السلطان بعد ذلك دخل المؤيدية، ووقع الخلل من أهل دار المؤيد واحدا بعد واحد كما سنذكره، ولم يَتَهَنَّ لهم عيش يجمعهم بعد ذلك.

* * *

وفي حادى عشر جمادى الآخرة صُرف على بن الطبلاوى من ولاية القاهرة وضُرب بين يدى السلطان بالمقارع وصُودر على مال، واستَقرَّ فيها ناصرُ الدين أمير آخور.

وفى أول يومٍ من هذا الشهر كملت عمارة الجامع الذى جدّده ابن البارزي بجوار منزله، و كان يُعرف بجامع الأسيوطى، وصلى السلطان فيه الجمعة وخطب به البلقيني.

وفي ثانيه نودى أن الحُجَّاب لا يحكمون في الأُمور الشرعية، فسعى الأُمراءُ في نقض ذلك فنُقض بعد يومين ونودى لهم بالإِذن في الحكم.

وفي جمادى الأُولى أرسل القاضى الحنفى إلى الحاجب الكبير يطلب مِن عنده غريمًا، فضرب الحاجبُ الرسولَ، فتوجه الحنفىُّ إلى الشافعىّ فاستعان به فاجتمعا بالسلطان وشكيا إليه ذلك: فأَنكر على الحاجب وأرسل إليه وأهانه وقال له: "لو كنتُ أنا طُلِبْتُ إلى الشرع لسارعت"، وأمر فنودى بالمشاعلىّ على أنَّ الديون الشرعية لا يَحْكم فيها إلا القضاة، فشَقَّ ذلك على الحاجب، وقُبض على بعض المشاعلية فضربه وجرّسوه ومَرّوا به على باب الصالحية، فبلغ الحنفىَّ فبادر الحاجبُ إليه واعتذر بأنه لم يضربه إلا بشكوى عليه بجنايةٍ أُخرى، وسكن الحال.

* * *

وفى الثامن عشر من جمادى الآخرة توقف النيل من سادس أبيب وتمادى على ذلك