للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شرابا مذابا بالماء على العادة، فمات الأَربعة في الحال عقب ختنهم، فاستراب أبوهم بالمزيّن وظن أَن مبضعه مسموم، فجرح المزين نفسه ليبرِّئ ساحته وانقلب فرحهم عزاءً، ثم ظهر في الزير الذي كان يذاب فيه الشراب حية عظيمة باتت (١) فيه وتمرغت، فكانت سبب هلاك الأطفال، ولله الأجر.

* * *

وفي التاسع عشر من رجب وَشى الشيخ شرف الدين بن التّباني بناظر الكسوة زين الدين عبد الباسط بأَنه خالف شرط الواقف في عمل الكسوة، فعُقد له بسبب ذلك مجلس وأُحضرت الكسوة فسأل السلطانُ القضاة: "هل يجوز أن يُعمل فى الكسوة هذا الذهب والزخرفة، مع أن شرط الواقف أن يفرق ما فاض من المال بعد عمل الكسوة على العادة في وجوه البر؟ " فتعصب الشافعى لعبد الباسط وقال: "هذا من وجوه البر"، فنازعه الحنبلي في ذلك فلم يصغوا له، واستمر الحال.

وفى شعبان تزايد ألم السلطان ثم عوفى وركب إلى بركة الحجّاج وأجرى الخيل هناك وسابق بينها بحضرته، ثم ركب إلى بركة الحبش وسابق بين الهجن.

* * *

وفيه سرق الفرنج رأْس مرقص أَحد من كتب الأَناجيل الأَربعة من الإسكندرية وكانت موضوعة في مكان، ومن شأْن اليعاقبة من النصارى أن لا يولوا بطرقا حتى يمضى إلى الإسكندرية وتوضع هذه الرأْس في حجره ثم ترجع، ولا تتم هذه البطركية إلا بذاك، فتحيّل بعض الفرنج حتى سرَقها من الإسكندرية، فاستعظم النصارى اليعاقبة ذلك ووقفوا للسلطان بسبب ذلك.

وحج بالناس في هذه السنة التاج الوالى.

* * *

وفي رمضان ثارت بالملك الناصر أحمد صاحب اليمن سوداء، فاختل عقله واعتُقِل، وأقيم في الملك عوضا عنه أخوه حسين بن الأشرف، وأعانه على ذلك الأَمير محمد بن دياب الكاملي، وكان الغلاء: يومئذ ببلاد اليمن شديدًا ووقع عليهم جراد أهلك زرعهم.

* * *


(١) هكذا في بعض النسخ، و "ماتت" في نسخ أخرى من المخطوطة.