ربيع الأَول مات الشريف على نقيب الأَشرف فاستقر بعده في النيابة ولده حسن، وفى نظر الأَشراف فخرُ الدين الأُستادار، وكان أَبَلَّ من مرضه.
وفيه وقع في الغربية مطر عظيم، وفيه برد كبار زنة الحبة منه مائة درهم، تَلِفَتْ منه زروع كثيرة آن حصادها حتى أَن مكانا فيه ثمانمائة فدان تلف عن آخره، وماتت أَغنام كثيرة لوقوعه عليها.
وفيه أُفْرِج عن سُودُون الاسَنْدَمُرِى بسجن الإسكندرية.
وفى الثاني من جمادى الأُولى قُبض على أَرْغون شاه الوزير وسُلم للأُستادار وكذلك آقْبُغَا شيطان الوالى فتَتَبَّع حواشيهما وأَسبابهما.
واستقر على بن محمد الطبلاوى في ولاية القاهرة عوضا عن آقبغا، ومحمدُ بنُ يعقوب الشامي في الحسبة عوضًا عنه، وبدرُ الدين بنُ محب الدين في الوزارة عوضا عن أَرغون شاه، وأُفرِج عن أَرغون شاه في عاشر جمادى الأُولى، ثُمَّ خُلع عليه أَميرَ التركمان بالشام فسار في جمادى الأُولى.
فلما كان يوم الأَحد سابع عشرى جمادى الأُولى مُنِع القاضي جلال الدين من الحكم بسبب شكوى جماعةٍ للسلطان - لما نَزَل إلى الجامع بباب زويلة - من ابن عمه شهاب الدين العجمي قاضي المحلة وذلك في يوم السبت سادس عشريه، فشغَر المنصب يوم الأَحد والإثنين، فلما كان يوم الثلاثاء إستقر شمس الدين الهروى في قضاء الشافعية بالقاهرةِ ونزل معه جقمق الدويدار وجماعةٌ من الأُمراءِ والقضاة وحَكَمَ بالصالحية على العادة، و كان الهروى قد قدم قبل ذلك في آخر ربيع الأَول، فبالغ العجم في التعصب له وتلقَّاه بعضهم من بلبيس وبعضهم من سرياقوس، ونزل أَولا بتربة الظاهر على قاعدة الأُمراءِ، ثم طلع إلى القلعة صباحًا وسَلَّم على السلطان يومَ الأَحد مستهل ربيع الآخر، ولما استقرت قدم الهروى في القضاءِ راسل البلقيني فطلب منه المال الذي تحت يده مِن وقف الحرمين فامتنع، وكان استأْذن السلطانَ صبيحةَ عزْلِه: هل يدفع المال للهروى أَم لا؟ فأَمره أَن يتركه تحت يده.