للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٠ - محمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن سلمان بن حمزة، عز الدين بن العلاء بن البهاء بن العزِّ بن التقيّ سليمان المقدسي الحنبلي، وُلد سنة أربع وستين وسبعمائة، وعنى بالعلم وسمع على ست العرب بنت محمد بن الفخر وغيرها، ومهر في الفقه والحديث، وأَخذ عن ابن رجب وابن المحب، وكان يذاكر بأَشياءَ حسنة وينظم الشعر، ولما وقف على "عنوان الشرف" لابن المقرئ أَعجبه فسلك على طريقته نظمًا حسب اقتراح صاحبه مجد الدين عليه، فعمل قطعة أَوّلها:

أشَار المَجْدُ مُكْتَمِلَ المَعَانِي … بِأَنْ أَحْذُو عَلَى حَذْوِ اليماني

وحفظه "المقنع"، وناب في القضاء عن صهره شمس الدين النابلسي ثم استقلّ به، ثم عُزِل بابن عبادة فأَكثر المجاورة بمكة، ثم وَلي المنصب بعد موْت ابن عبادة (١) فلم تَطُلْ مدّتُه ومات عن قربٍ في ذى القعدة؛ ودرّس بدار الحديث الأَشرفية بالجبل، وكان ذكيًّا فصيحا، وكان آخر عمره عَيْنَ الحنابلة.

٢١ - محمد بن محمد بن عُبادة بن عبد الغني بن مَنْصور، الحرّاني الأَصل، الدمشقى الحنبلي، شمس الدين، اشتغل كثيرا، وأَخذ (٢) عن زين الدين بن رجب ثم عن صاحبه ابن اللَّحام، وكان ذهنُه جيّدًا وخطُّه حسنًا، ثم تعانى الشهادة فمهر وصار عيْنَ أَهلِ البلد في معرفة المكاتيب من حسن خطٍّ ومعرفة، وكان حسن الشكل بشوشَ الوجه حسن الملتقى، وَلِيَ القضاءَ بعد اللنك مرارًا بغير أَهلية فلم تُحْمَد سيرته، وكثرت في أَيامه المناقلات في الأَوقاف وتأَثّلَ لذلك مالًا وعقارًا، وكان عريًّا عن تعصّب الحنابلة في العقيدة. مات في رجب وله سبْعٌ وخمسون سنة وقد غلب عليه الشيب.

٢٢ - موسى (٣) بن علي بن محمد المناوى ثم الحجازى الشيخ المشهور المعتَقَد، وُلد سنة بضعٍ وخمسين ونشأَ بالقاهرة وعَنىَ بالعلم على مذهب مالك وحفظ "الموطَّأَ" وكُتُبَ


(١) انظر الترجمة التالية رقم ٢١، وكذلك ابن طولون: قضاة دمشق، ص ٢٩٠، والنعيمي: الدارس في تاريخ المدارس، ج ٢ ص ٤٩ - ٥٠.
(٢) عبارة "وأخذ عن. . . ثم تعانى الشهادة" في السطر التالي ساقطة من هـ.
(٣) ورد اسمه في نسخة هـ "محمد بن علي بن محمد المناوى" وهو خطأ يصححه ما ورد في الضوء اللامع ١٠/ ٧٨١.