للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النويرى المصرى، وُلد بالدروَة (١) من صعيد مصر سنة تسع وأَربعين ونشأَ بها، ثم سكن مكة وصحب القاضي [أَبا الفضل (٢) النويرى]، وسمع من عزّ الدين بن جماعة واشتغل قليلًا؛ وكان حسنَ التلاوة طيب الصّوْت، ثم دخل اليمن بوساطة القاضي أَبي الفضل رسولًا من مكة إلى السلطان واتَّصل بالأَشرف صاحبها فحظى عنده ودنا منه، وتولَّى حسبة زبيد ثم تركها لولده الظَّاهر؛ وكان حسن الفكاهة فقرب من خاطره وصار ملجأً للغرباء لاسيما أَهل الحجاز، واستمرّ في دولة النَّاصر بن الأَشرف على منزلته بل عظم قدره عنده، وكان ذا مروءةٍ وتودّدٍ ونوادر ومزاح، وقد تزوّج كثيرًا جدا على ما أَخبرنى به؛ وهو أَخو صاحبنا نجم (٣) الدين المرجاني. مات الجمال المصرى في ذي القعدة وخلّف عشرين ولدًا ذكرًا (٤).

١٩ - محمد بن علي بن جعفر البِلالي (٥) نزيل القاهرة، الشيخ شمس الدّين، وبلالة (٦) من أَعمال عجلون، نشأَ هناك وسمع الحديث واشتغل بالعلم وسلك طريق الصوفية وصحب الشيخ أَبا بكر الموصلى، ثم قدم القاهرة فاستوطنها بضعًا وثلاثين سنة، واستقر في مشيخة سعيد السعداءِ مدة طويلة مع التواضع الكامل والخلق الحسن وإكرام الوارد. صنَّف "مختصر الإحياء"، فأَجاد فيه وطار اسمه في الآفاق ورُحِل إليه بسببه، ثم صنَّف تصانيف أُخرى، وكانت له مقامات وأَوراد وله محبّون معتقدون ومبغضون منتقدون. مات في رابع عشر شوال وقد جاوز السبعين.


(١) في ز، هـ "الدورة"، والصحيح ما أثبتناه بعد مراجعة القاموس الجغرافى ق ٢، ج ٢ ص ١٦٠ حيث ذكر أنها من القرى القديمة، واسمها الأصلى "دروة"، بفتح الدال والراء والواو، وقد ترد في بعض المراجع الجغرافية بالذال والألف المقصورة في النهاية، كانت في الأصل من أعمال الجيزة وظلت هكذا حتى الوقت الذي مات فيه صاحب الترجمة.
(٢) فراغ في نسخ الإنباء، والإضافة من الضوء اللامع ٧/ ٤٣٣.
(٣) راجع ترجمته في الضوء اللامع ٧/ ٤٣٤، كما سترد ترجمته في سنة ٨٢٧.
(٤) جاء بعد هذا في نسخة ز، الترجمة التالية: "محمد بن سليمان بن محمد البغدادي الأصل الصالحي نزيل القاهرة، شمس الدين. ذكره المؤلف في معجمه"، هذا وقد ترجم له السخاوى في ضوئه ٧/ ٦٤٤، وذكر أن مولده كان في حدود سنة ٧٥٠، ثم نقل ماقاله عنه ابن حجر في معجمه من أنه "كان حسن الإدراك في وزن الأدب، كثير المحفوظ الشعر خصوصا الحكم، ثم سكن القاهرة بعد الثمانين واستمر بها حتى مات في شوال سنة عشرين".
(٥) الضبط من الضوء اللامع ٨/ ٤٣٩.
(٦) يلاحظ أنه قد ورد التعريف ببلدة "بلالية" وليس ببلالة في ٤٣٤. P Dussaud : op . cit. بأنها تقع شرقي تل الصالحية.