للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٥ - على بن عيسى بن محمد، علاءُ الدين أَبو الحسن بن أبي مهدي الفهري البسطى، اشتغل ببلاده ثم حجّ ودخل الشام ونزل بحلب على قاضيها الجمال النحريري، وأقْرَأ بحلب "التسهيل" وعمل المواعيد، وكان يذكر في المجلس نحو سبعمائة سطر يرتّبها أوّلًا ثم يلقيها ويطرّزها بفوائد ومحاسنات، ثم رحل إلى الروم وعظم قدره ببرصا؛ وكان فاضلًا ذكيًّا أديبًا يعمل المواعيد بالجامع، فذكر الشيخ برهان الدّين المحدّث أنه كان يرتبها يوم الأربعاء فيبلغ سبعمائة سطر وينظره يوم الخميس ويلقيه يومَ الجمعة سرْدًا، وذكر (١) أنَّه أنشده لابن الحباب الغرناطي اللغز المشهور في "المسك (٢) ":

كتَبْتُم رموزا ولم تكتبوا … كَهَذَا الَّذِي سُبْلُهُ واضِحَه

قال: "وأَنشدني عنه أناشيد".

ثم دخل الروم فسكنها وحصل له ثروة، ثم دَخَل القِرم وكَثُر ماله واستمرّ هناك إلى أن مات في هذه السنة.


(١) أي البرهان المحدث.
(٢) في ز "السمك" ولكنه هكذا "المسك" في كل من الدرر الكامنة ٣/ ٢٨٣٥، والضوء اللامع ٥/ ٩١٩، أما اللغز فهو:
كتبتم رموزًا ولم تكتبوا … لهذا الذي سبله واضحه
فما اسم جرى ذكره في الكتاب … فإن شئتموا فاقرءوا الفاتحه
ففيها مصحف مقلوبه … يخبر عن حالة صالحه
وليست بغادية فافهموا … ولكنها أبدًا رائحه
وكان حله:
قرأنا الكتاب جهارًا وقد … تبدى له السر في الفاتحه
وجدناه من قبل تصحيفه … مهلا له سبله الواضحه
وسل قبل تسع قبيل البروج … يري ثم كالأنجم اللائحه
بتغيير ثانيه مع قلبه … ومع حذفه ثم بالرائحه.