للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لمن رام منه الشراءَ من الطلبة برأْس ماله فائدةٍ يعينها بشرْط أنه متى رام (١) بيع ذلك الكتاب يدفع له (٢) رأْس ماله، فكان الطالب ينتفع بذلك الكتاب دهرا ثم يأْتى به إلى السوق فينادي عليه فإن تجاوز الثمن الذي اشتراه به باعه وإن قصر عنه أَحضره إليه فاشتراه منه برأْس ماله، ولا يخرم معهم في ذلك.

وكان الناصر فرج ولاه الحسبة على الصلاة، وكان يُلزم الناس بالصلاة وبتعليم الفاتحة وجرت له في ذلك خطوب يطول ذكرها. و كان مأْذونًا له في الحكم لكن لا يتصدّى لذلك ولا يحكم إلَّا في النادر، وله وِرد وقيامٌ في الليل. مات في حادى عشر ذي القعدة.

٢٢ - عبد الوهاب بن عبد الله، ويدعى ماجد بن موسى بن أبي شاكر أحمد بن أبي الفرج بن إبراهيم بن سعيد الدولة القبطى، الوزير تقى الدين بن فخر الدين بن تاج الدين ابن علم الدين، يُعرف بالنسبة لجده فيقال له -ولكل من آل بيته- "ابن أبي شاكر"؛ وُلد سنة سبعين أَو في التي بعدها ونشأَ فى حجر السعادة وتنقَّل في المباشرات إلى أن باشر نظر ديوان المفرد في آخر الدولة الظاهرية واستمرّ مدة إلى أن مات، وباشر أُستادارية الأملاك والذخائر والمستأجرات والأوقاف، وعظم عند الناصر بحسن مباشرته، ثم ولى نظر الخاص بعد موت مجد الدين بن الهيصم، ثم قُبض عليه في جمادى الأُولى سنة ستّ عشرة وصودر على أربعين ألف دينارٍ باع فيها موجوده، وبَقِىَ في الترسيم (٣) بشبّاك الظاهريّة الجديدة يستجدى مِن كلّ مَن يمرّ به من الأَعيان حتى حصّل مالًا له صورة، وأُفْرج عنه وأُعِيدَ إلى مباشرة الذخيرة والأَملاك، ثم قرّره في الوزارة بعد صرْف تاج الدين بن الهيْصم فباشرها مباشرةً حسنة وشكره الناس كلُّهم فلم تطل مدّته حتى مات بعْد تسعةِ أشهر من وزارته في حادى عشر من ذي القعدة (٤).


(١) أي الطالب.
(٢) أى يدفع لصاحب الترجمة رأس ماله.
(٣) أي في الحبس.
(٤) في ز "شوال": وأمامها في الهامش: "ذي القعدة" وكذلك في هـ، راجع الضوء اللامع ٥/ ٣٨٤.